الأربعاء، 4 يناير 2017

ابن وابنة إبراهيم

"اعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ أُولئِكَ هُمْ بَنُو إِبْرَاهِيم." (غلا٧:٣ ) إيمانك القلبي بالرب يسوع يجعلك من أولاد إبراهيم وبركات الرب لإبراهيم تكون لك أيضاً "إِذًا الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤْمِنِ." (غلا٩:٣)
"وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟" (لو ١٣: ١٦) والمعنى هو أن أولاد إبراهيم لا بد أن يكونوا أحرار ولكن هذه المرأة قيدها الشيطان في الفترة التي لم يواجه فيها الرب يسوع إبليس قبل بداية خدمته
"لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ." (١يو ٨:٣ ) جاء الرب يسوع لكي يربط القوي ويأخذ منه ممتلكاته وهذه الابنة كانت من ممتلكات إبليس قبل ان يواجهُه الرب ولكن جاء الوقت لكي لا تكون فيما بعد من ممتلكات إبليس. غير مسموح لإبليس أن يُـقيد أي ابن من أبناء إبراهيم  وهذا يعني أنه ينبغي أن تُحل من أي قيد مازال يُقيدك ولا تعيش عبداً للخطية أو النجاسة أوالكذب أو الحزن او الإدمان لأنه مكتوب "وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا"(ملا ٤: ٢)
لو ١٣: ١٠ – ١٧ يُروي لنا قصة المرأة المنحنية التي كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة، انتبه: إبليس يريدك أن تكون منحنياً ومهموماً ومكتئباً وهذا ليس قصد الرب لأولاد إبراهيم الذي وعده " أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً" (تك١٧:٢٢).  وهذه المرأة لم تنتصب البتة  "فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا" (لو ١٣: ١٢) ثق أن الرب يراك ويرى ظروفك ويريد أن يدعوك -  هل تقبل الدعوة؟  إذا قبلت الدعوة  ستتمتع بالحرية وتصير بركة للآخرين
قال الرب للمرأة المنحنية "يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!" (لو ١٣: ١٢) وأنت أيضاً قـُل للرب أنا من أولاد إبراهيم لأنني آمنت بك ولكني مقيد مثل لعازر الذي أخذ حياة ولكنه خرج من القبر مربوطاً فقلت حِـلوه لكي ينطلق. و أنا بالمثل قـُل لي أنت محلول من ضعفك لكي أتمتع بالفرح والسلام
"وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي الْحَالِ اسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ اللهَ". الرب لمسها فاستقامت. الرب يـُريدك أن تحيا بالاستقامة محرراً من الكذب والالتواء والتملق والخوف! قـُل يارب ضع يدك عليّ لكي أنطلق في حياة الإستقامة  وامجدك بحياتي المستقيمة وكما حـررت هذه المرأة يوم السبت لكي تستريح، آتي إليك لكي أنا أيضاً لكي أتمتع بالراحة الحقيقية التي دفعت ثمنها على الصليب
"الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ" (لو ١٩: ٩) زكا ابن إبراهيم أيضاً ولكنه كان رئيس العشارين وكان غنياً جداً وكان مكروهاً من المجتمع وله علاقة قوية بالحاكم الروماني وهو غير متمتع بالسعادة الحقيقية لكنه انشغل بالرب وأراد أن يراه
ويسرد لنا الكتاب قصة زكا في لو ١٩ :١-١٠ "وَطَلَبَ أَنْ يَرَى يَسُوعَ مَنْ هُوَ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنَ الْجَمْعِ، لأَنَّهُ كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ" إبليس لا يُـريدك أن ترى يسوع ويضع عوائق في طريقك كما فعل في هذه القصة – ويـُرسل لك ناس كثيرة تـُعطِلك أو أفكار تشتت ذهنك  وزكا كان قصير القامة لا يستطيع أن يرى الرب ولكنه "َرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ،" انتصر زكا على الإعاقات وأنت -عندما تريد أن تأتى للرب من كل قلبك- سوف يعطيك الرب القدرة أن تنتصر على الإعاقات لذلك لا تقاوم الروح عندما يدفعك لمقابلة الرب أو يـُشجعك للتخلص من خطية معينة !
فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: "يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ" ما دمت تريد زيارة من الرب مؤكد سينظر الرب إليك بإهتمام بالرغم من الجمع الكثير. لقد نادى الرب زكا باسمه بالرغم من أنه أسوأ شخص في أسوأ مدينة.  وأنت أيضاً مهما كانت آثامك وخطاياك وتريد الرب، هو يقول لك أنا أحبك جداً ومُت من أجلك أنت ودفعت ثمن خطيئتك. ضع اسمك بدل زكا في هذه القصة واسمعه وهو يقول لك أسرع وتعال إلى مقابلتي لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك لأنك ابن إبراهيم
أولاد إبراهيم يتمتعون بمكوثهم مع الرب وبمجئ الرب إلى قلوبهم وإلى بيوتهم وإلى أشغالهم لذلك يقول في يو٣٨:١ "فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: "رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟" أي نريد أن نمكث معك "وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذلِكَ الْيَوْمَ"  تعال وأمكث مع الرب دارساً كلمته وأسرع إليه مثل زكا الذي قبله فرحاً
فَلَمَّا رَأَى الْجَمِيعُ ذلِكَ تَذَمَّرُوا قَائِلِينَ: "إِنَّهُ دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُل خَاطِئٍ" رائع جداً أن يبيت الرب معك وينقى اللاشعورمن الذكريات والأحلام المؤلمة ويشعرك بالأمان لذك لم يهتم زكا بما يقوله الناس عنه لأنه متمتع بالرب يسوع الذي غيَّر حياته فقال "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" لذلك تمتع بالكلمة العظيمة "الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.