الأربعاء، 4 يناير 2017

عن عظة وأسـند رأسـه

"فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ" (يو١٩: ٣٠)  على الصليب وجد الرب المكان الذي يسند فيه رأسه ويستريح، وقد حدث هذا عندما أكمل العمل الخلاصي العظيم من أجلي ومن أجلك - مع أنه لم يجد أين يسند رأسه طول مدة خدمته على الأرض و التي استمرت ثلاث سنوات.  "لأَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَهْدَأُ حَتَّى يُتَمِّمَ الأَمْر" (را ٣: ١٨) الرب تمم العمل بالكامل لكي يعطيك الحياة الأبدية
وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَارًا كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا ... وَأَمَّا هذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ،" (عب ١٠: ١١، ١٢) إن الكهنة قي العهد القديم لا يجلسون أبداً أثناء عملهم في الهيكل لأن العمل في هذا العهد ناقص، ولكن في العهد الجديد الرب قال قد أُكمل لأنه هو وحده تحمل عقاب كل خطايانا في الماضي والحاضر وفي المستقبل. لذلك نكس رأسه علامة عن الراحة وجلس في السماء  "لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ." (عب ١٠: ١٤)  أشكر الرب لأنه أحبك إلى المنتهي ونكس رأسه لكي لا تنكس أنت رأسك
لو١٠:١٣ يُـروي لنا قصة شفاء المرأة المنحنية التي كانت مصابة بروح ضعف جعلها لا تقدر ان تنتصب البتة ٠(منكسة الرأس )  ورأها الرب يسوع ودعاها وقال لها انت محلولة من ضعفك  ومد يده ولمسها  وفي الحال استقامت ومجدت الله  لأن الرب رفع رأسها.  تعال أنت أيضاً للرب لكي يحررك الرب من كل قيودك و لكي تقدر أن ترفع رأسك وتمجد الرب الذي دفع ثمن تحريرك على الصليب.
"يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ. كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: ’لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ’" (مز ٣: ١، ٢) داود يصف حالته الصعبة بسبب الثورة التي قام بها ابنه أبشالوم ضده، كان داود منكس الرأس حزيناً ومجروحا من ابنه – وأنت أيضاً قد تكون مجروحاً من أفراد عائلتك أو من أحد أصدقائك- تعال للرب وإعلن إيمانك مثل داود وقل "أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي" (مز ٣: ٣)  الرب قادر أن يشفيك من الإحساس بالخزي ويضمد جراحاتك وينقلك إلى الإحساس بالمجد لأنه دفع ثمن شفائك على الصليب
"فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعَةِ قُرُونٍ ... هذِهِ هِيَ الْقُرُونُ الَّتِي بَدَّدَتْ يَهُوذَا حَتَّى لَمْ يَرْفَعْ إِنْسَانٌ رَأْسَهُ ... فَأَرَانِي الرَّبُّ أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ ... قَدْ جَاءَ هؤُلاَءِ لِيُرْعِبُوهُمْ وَلِيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الرَّافِعِينَ قَرْنًا عَلَى أَرْضِ يَهُوذَا لِتَبْدِيدِهَا" (زك ١: ١٨-  ٢١) – هنا يتكلم عن أشياء خارجية ضدك مثل ناس ضدك. كان شعب الرب محاصراً من الشعوب الأخرى ولكن الرب أعدّ أربعة صناع وهؤلاء الصناع يرمزون لشئ قوي ومدبب يطرد قرون الأمم.  دورك هو أن تعلن الإيمان أن الرب أعد صانع أو حداد لكل شئ يعمل ضدك.  لذلك كل ما يعمله إبليس ضدك لن ينجح – إبليس يُـحرك القرون ضدك، والرب يحرك الملائكة لأجلك
وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ.... اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ. انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ" (مز ٩: ١٠، ١٣)  هنا الحديث عن الشخص اليائس- فهو مثل الخروف الذي وصل لأبواب الموت عندما جاء الأسد والدب وأمسكوا به، فالخطر اقترب جداً ولكن داود يعلن إيمانه ويقول يارافعي من أبواب الموت "لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ، مُبْتَهِجًا بِخَلاَصِكَ." (مز٩: ١٤) تعال للرب وهو ينقلك ويرفعك من أبواب الموت ويُـنقِذك ويُـدخِلك إلى أبواب التسبيح، ويرفع رأسك، فتقول -مثل داود- الرب مجدي ورافع رأسي

ثق في محبة الرب لك، هو دفع ثمن حريتك وشفائك وخلاصك من الخطر. تعال إليه لكي يزيل منك الإحساس بالخزي ويرفع رأسك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.