الجمعة، 3 مارس 2017

مشـيئة الرب وصلواتنا



"وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ..... وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ..... فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ. فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ" (خر١٧: ٨، ١٠-١٣). الصلاة تحسم المعارك وتحسم المواجهات - فوق الجبل بعيدًا عن الضوضاء لذلك ادخل مخدعك كما قال الرب "وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ" (مت٥:٦)  لكي تمدحك الناس بل "مَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت٦:٦)  غير مشغول بحكم الناس عليك وكن مثل موسي تريد الشركة مع الرب تصعد فوق الجبل والرب سوف يكافئك ويستجيب لصلاتك
في هذه القصة كان يشوع يغلب طالما رفع موسى يده، وهذا إعلان هام أن الرب رابط نفسه بإيماننا في الصلاة : الرب يريد للشعب أن يغلب ولكنه لن يغلب إلا إذا وجـدت يد مرفوعة أمام الرب بالصلاة، لذلك ظلت يدا موسى ثابتتين إلى غروب الشمس وانتصر على الإعاقات – واستعان موسى في هذا بهارون وحور لكي يدعما يديه
الصلاة لا تغير مشيئة الرب ولكن الصلاة تحقق مشيئة الرب  لذلك كثيرًا ما تتعطل مشيئة الرب في حياتك لأنك لا تطلب بإيمان من الرب لكي يحققها
إبليس لا يريد أن تتحقق مشيئة الرب مثل الشفاء والثمر والنجاح في حياتك لذلك يحاول أن يعطلك عن الصلاة، فالصلاة ليست من أجل تسديد الاحتياج فقط ولكن لتحقيق مشيئة الرب التي عرفتها من خلال الكلمة أو من خلال حمل داخلي تشعر به وتشـعر أنك مثقل بشيء ولن ترتاح إلي أن تصلي بما تشعر به داخلك
نحن مسئولين عن حرماننا من بركات الرب ومسئولين أيضًا عن طمع إبليس فينا
"فَيَقُولُونَ: هذِهِ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، وَالْمُدُنُ الْخَرِبَةُ وَالْمُقْفِرَةُ وَالْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً." (حز٣٥:٣٦)  وعود عظيمة لشعب الرب فالأمور أو الأشياء التي نجح إبليس في هدمها سوف تبني ولن تهدم ولكن لكي تتحقق هذه الوعود لابد أن يصلي شعب الرب ويطلب هذا لذلك قال "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبِّ: بَعْدَ هذِهِ أُطْلَبُ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَفْعَلَ لَهُمْ. أُكَثِّرُهُمْ كَغَنَمِ أُنَاسٍ" (حز٣٧:٣٦)  قيّـد الرب عمله في الشعب بالصلاة .. عدم صلاتنا تعطل مشيئة الرب وتعطي إبليس الفرصة أن يتحرك بحرية
كن مثل دانيال الذي ظل مصليـًا لمدة ثلاثة أسابيع لكي تتحقق مشيئة الرب وتنتهي إعاقات الشيطان،  وكن أيضـًا مثل بولس الذي صلى ثلاث مرات من أجل الشوكة.  أنت أيضـًا تحتاج إلى الاستمرارية في الصلاة لكي تُحسم الأمور لأن إبليس متكبر يحاول أن يعطل تحقيـق مشيئة الرب في حياتك.
"عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ." (إش ٢٦: ٦، ٧) عندما ترى شخصًا خرج خارج مشيئة الرب أو ترك الثعالب الصغيرة تعمل في حياته  وتشعر كأنك حارس له فلابد أن تصلي من أجله حتى يتدخل  الرب ويغير حياته لأن الكلام وحده لا يكفي لابد أن تُصلي وتستمر في الصلاة حتي يتم التغيير.
الصلوات المستمرة توقف المعطل (إبليس) والقوة المضادة وتحقق مشيئة الرب لأن الرب ربط تحـقيق مشيئته بصلاة شعبه لذلك يا ذاكري الرب لا تسكتوا ولاتدعوه يسكت حتي يتمم العمل كاملاً
ولكي تكون صلواتك حقيقية لابد أن تكون ضد الخطية وخاضع لمعاملات الرب معك مغتسلاً بالدم الثمين ولَك علاقة حقيقية مع الرب!
وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ، قِائِلاً: «كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لاَ يَخَافُ اللهَ وَلاَ يَهَابُ إِنْسَانًا. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ. وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي!" (لو١٨: ١-٣)  معني هذا أن لها خصم يعمل باستمرار ضدها وهي تريد ان توقف نشاطه وتأخذ حقها  والرسول بطرس يقول هوذا خصمكم أي الشيطان يجول ملتمسـًا من يبتلعه لذلك هذه الأرملة كانت تأتي باستمرار للقاضي لكي ينصفها والرب يريدنا ان نستمر بإصرار مثل هذه المرأة التي انتصرت بإصرارها ولجاجتها
انت عندك امتياز أن القاضي الذي يحكم بينك وبين الشيطان يحبك وهو قاضي عادل  وإذا كان الإصرار انتصر مع قاضي الظلم فكم بالحري  إصرارك مع أبوك السماوي  الذي يحبك "أقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا"(لو٨:١٨)  لذلك استمر مصليـًا  وقِف ضد خصمك إبليس الذي يعطل نجاحك وخدمتك وسلامك
الصلاة هي تحقيق لمشيئة الرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.