"إِذَا
أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ فَمِثْلَ فَمِي تَكُونُ"
(إر١٩:١٥) بمعنى أن الرب سيستخدمك عندما تهتم بالتنقية من كل ما يرذله الرب. "مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ،
يَقُولُ الرَّبُّ؟" (إر٢٨:٢٣). فلابد من فصل القمح عن التبن
لكي يصلح لعمل الخبز "الَّذِي رَفْشُهُ فِي
يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ" (مت
١٢:٣) الرب هو الذي
يقوم بعمل التنقية في البيدر. وكما جاء في إش ٢٧:٢٨ يختلف كل محصول عن الآخر في
تنقيته من التبن: مثلاً الكمون يُستخدم معه العصا أما الشونيز فيستخدم معه
القضيب ولا يستخدم معه النورج كذلك أيضـًا
تأديب الرب لكل مؤمن يختلف عن الآخر بما يتناسب مع شخصيته ويستمر لفترة محدودة وعندما
يحقق التأديب الهدف ويجعل الشخص يكره الخطية والسلوك الخطأ والتفكير الخطأ يرفع الرب
العصا ( لا يدرسه الي الأبد )
"فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ
الْبِلاَدِ الْكَنْعَانِيُّونَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: هذِهِ
مَنَاحَةٌ ثَقِيلَةٌ لِلْمِصْرِيِّينَ"
(تك١١:٥٠) هنا يتكلم عن بيدر أطاد الذي دفن
فيه يعقوب وهو يقول لنا أن الرب أزال من يعقوب التبن مستخدمـًا ظروف متنوعة ويشهد
أن الرب نجح في تنقية يعقوب لأنه كان يكذب ويطمع ويخدع وينتهز الفرص أنانيـًا
ونتيجة لهذه التنقية انتهت حياة يعقوب وهو مُستخدَمـًا استخدام عظيم فقط استطاع أن
يبارك أولاده وأحفاده ويبارك فرعون أيضًا لأنه عاش المرحلة الأخيرة من حياته بلا
تبن
أنواع من التبن التي يريد الرب أن ينقينا منها:
١-"وَقَالَ
جِدْعُونُ لِلهِ: إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ"(قض٣٦:٦، ٣٧) ما هو التبن في حياة جدعون؟ هو الخوف والشعور بصغر النفس وعدم الإيمان فهو يرى أنه لا
يصلح لهذه المهمة برغم أن روح الرب قد لبسه لكي يستخدمه لكنه لم يتحرك من مكانه.
ولكن النقطة الإيجابية هي أن جدعون لجأ للرب واعترف له أنه لا يستطيع ان يؤمـن
لذلك تعامل الرب معه ورفع إيمانه واستجاب لطلبه وبذلك تخلص جدعون من هذا التبن
الخطير. وأنت أيضا عندما يطلب منك الرب
فعل شيء وترى نفسك غير قادر وخائف من الفشل
افعل كما فعل جدعون اذهب للرب واعترف له وهو سينقيك من تبن عدم الايمان ومن
تبن صغر النفس
٢-" فَنَزَلَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ
وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهَا"( را ٦:٣) ما هو التبن في حياة راعوث ؟ هو جهلها بالامتيازات التي لها بحسب كلمة الله حيث
أن راعوث لم تكن أصلاً من شعب الرب ولكنها التصقت بحماتها التي تعرف كلمة الرب
وكانت تعيش فقيرة تلتقط في حقل بوعز خلف الحصادين وهي لا تعرف أن الكلمة تقول أن
لها ولي غني (بوعز) ومن حقها أن تتزوجه لكي تنجب منه وتتحول من الفقر إلى الغنى. وهذا من أخطر أنواع التبن: الجهل بالامتيازات
التي لك من خلال الكلمة. وفي هذه القصة
وجهت نعمي راعوث لكي تتمتع بالامتياز الذي لها وترتبط بالولي. وهو رمز للرب يسوع
في العهد الجديد: أرتبط به وأتمتع ببركات العلاقة معه . استخدم الرب الصداقة بين
نعمي وراعوث لكي ينير لها امتيازاتها. وأنت
أيضـًا يجب أن تعرف امتيازاتك التي لك بحسب الكلمة وتتمسك بها وتتخلص من كل جهل ويستخدمك الرب أيضـًا لتكون سبب بركة لغيرك
وتخلصهم من جهلهم بامتيازاتهم
٣-"وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ
عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ
فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ، وَضَرَبَهُ اللهُ هُنَاكَ لأَجْلِ
غَفَلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ " (٢صم٦:٦) ما هو التبن هنا
؟ هو تبن التأثر بأسلوب العالم. ظل التابوت في بيت أبيناداب ابو عزة وأخيوعشرون
عامـًا ومع ذلك لم يدرسوا شيئـًا عن التابوت ولا عن أسلوب حمله ونقله -تمامـًا مثل
المؤمن الذي يمتلك الكتاب المقدس أو الكتب الروحية ولا يقرأها- لذلك لم يعرف أنه
غير مسموح أن يحمل التابوت أو يلمسه إلا الكهنة فقط. ومعنى ذلك بالنسبة لنا أنه لا
يصح أن نقوم بأي دور في الخدمة لم يعطه الرب لنا
ولا ينفع أن نُقلد أهل العالم في أمور الرب!
لابد أن نخدم الرب بالطرق التي حددها الرب وأن نعبده
بالطرق المحددة في الكلمة ولا نتأثر بالآخرين لذلك عندما مد عزة يده ليمسك التابوت
ضربه الرب فمات وتعلم داود هذا الدرس وإلتزم فيما بعد بما تقوله الكلمة وتخلص من
تبن التأثر بالعالم, نحن ايضـًا يجب أن نتخلص
من هذا التبن لكي لا تأتي علينا عصا التأديب - نتخلص من اُسلوب العالم في التملق
والخداع والالتواء والكذب والرياء
"وَكَانَ مَلاَكُ
الرَّبِّ وَاقِفًا عِنْدَ بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ" (١أخ١٥:٢١) ما هو التبن هنا ؟ كان كل
الشعب يعاني من هذا التبن وهوتبن عدم الاحتياج للرب بسبب أن الشعب كان غنيـًا
جدًا ولديه جيش عظيم جدًا في مرحلة داود الأخيرة ولم يدخل الشعب في حروب في تلك
الفترة فأصيب الشعب بالكبرياء وأصبح يستمد أمانه من الظروف لا من الرب لذلك رفع
الرب عنهم الحماية لكي ينقيهم من هذا التبن وحدثت التنقية في هذا البيدر عندما
ابتدأ داود يتضع امام الرب وهكذا يفعل الرب
مع شعبه وكنيسته
عندما تهمل الكنيسة الصلاة قد تحدث لها أشياء معينة لكي تتنقى من إهمالها
للصلاة ولكي تدرك احتياجها للصلاة والاتكال علي الرب لأنه يوجد عدو خطير اسمه إبليس
لذلك كن حذرًا ولا تنخدع مثل داود الذي اعتمد على المليون فانكسر ولكن عندما كان
لايملك شيء اعتمد على الرب فانتصر على جليات لذلك يقول الكتاب اسهروا وصلوا لكي لا
تدخلوا في تجربة واتكل على الرب بكل قلبك وتخلص من هذا التبن