الاثنين، 20 مارس 2017

إزالة التبن - من مؤتمر أطسا يناير ٢٠١٧



"إِذَا أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ فَمِثْلَ فَمِي تَكُونُ" (إر١٩:١٥)  بمعنى أن الرب سيستخدمك عندما تهتم بالتنقية من كل ما يرذله الرب. "مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ، يَقُولُ الرَّبُّ؟" (إر٢٨:٢٣). فلابد من فصل القمح عن التبن لكي يصلح لعمل الخبز  "الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ" (مت ١٢:٣) الرب هو الذي يقوم بعمل التنقية في البيدر. وكما جاء في إش ٢٧:٢٨ يختلف كل محصول عن الآخر في تنقيته من التبن: مثلاً الكمون يُستخدم معه العصا أما الشونيز فيستخدم معه القضيب  ولا يستخدم معه النورج كذلك أيضـًا تأديب الرب لكل مؤمن يختلف عن الآخر بما يتناسب مع شخصيته ويستمر لفترة محدودة وعندما يحقق التأديب الهدف ويجعل الشخص يكره الخطية والسلوك الخطأ والتفكير الخطأ يرفع الرب العصا ( لا يدرسه الي الأبد )
"فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الْبِلاَدِ الْكَنْعَانِيُّونَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: هذِهِ مَنَاحَةٌ ثَقِيلَةٌ لِلْمِصْرِيِّينَ" (تك١١:٥٠) هنا يتكلم عن بيدر أطاد الذي دفن فيه يعقوب وهو يقول لنا أن الرب أزال من يعقوب التبن مستخدمـًا ظروف متنوعة ويشهد أن الرب نجح في تنقية يعقوب لأنه كان يكذب ويطمع ويخدع وينتهز الفرص أنانيـًا ونتيجة لهذه التنقية انتهت حياة يعقوب وهو مُستخدَمـًا استخدام عظيم فقط استطاع أن يبارك أولاده وأحفاده ويبارك فرعون أيضًا لأنه عاش المرحلة الأخيرة من حياته بلا تبن
أنواع من التبن التي يريد الرب أن ينقينا منها:
١-"وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ"(قض٣٦:٦، ٣٧) ما هو التبن في حياة جدعون؟ هو الخوف والشعور بصغر النفس وعدم الإيمان فهو يرى أنه لا يصلح لهذه المهمة برغم أن روح الرب قد لبسه لكي يستخدمه لكنه لم يتحرك من مكانه. ولكن النقطة الإيجابية هي أن جدعون لجأ للرب واعترف له أنه لا يستطيع ان يؤمـن لذلك تعامل الرب معه ورفع إيمانه واستجاب لطلبه وبذلك تخلص جدعون من هذا التبن الخطير.  وأنت أيضا عندما يطلب منك الرب فعل شيء وترى نفسك غير قادر وخائف من الفشل  افعل كما فعل جدعون اذهب للرب واعترف له وهو سينقيك من تبن عدم الايمان ومن تبن صغر النفس
٢-" فَنَزَلَتْ إِلَى الْبَيْدَرِ وَعَمِلَتْ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَتْهَا بِهِ حَمَاتُهَا"( را ٦:٣) ما هو التبن في حياة راعوث ؟ هو جهلها بالامتيازات التي لها بحسب كلمة الله حيث أن راعوث لم تكن أصلاً من شعب الرب ولكنها التصقت بحماتها التي تعرف كلمة الرب وكانت تعيش فقيرة تلتقط في حقل بوعز خلف الحصادين وهي لا تعرف أن الكلمة تقول أن لها ولي غني (بوعز) ومن حقها أن تتزوجه لكي تنجب منه وتتحول من الفقر إلى الغنى.  وهذا من أخطر أنواع التبن: الجهل بالامتيازات التي لك من خلال الكلمة.  وفي هذه القصة وجهت نعمي راعوث لكي تتمتع بالامتياز الذي لها وترتبط بالولي. وهو رمز للرب يسوع في العهد الجديد: أرتبط به وأتمتع ببركات العلاقة معه . استخدم الرب الصداقة بين نعمي وراعوث لكي  ينير لها امتيازاتها. وأنت أيضـًا يجب أن تعرف امتيازاتك التي لك بحسب الكلمة وتتمسك بها  وتتخلص من كل جهل  ويستخدمك الرب أيضـًا لتكون سبب بركة لغيرك وتخلصهم من جهلهم بامتيازاتهم
٣-"وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ نَاخُونَ مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللهِ وَأَمْسَكَهُ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ، وَضَرَبَهُ اللهُ هُنَاكَ لأَجْلِ غَفَلِهِ، فَمَاتَ هُنَاكَ " (٢صم٦:٦) ما هو التبن هنا ؟ هو تبن التأثر بأسلوب العالم.  ظل التابوت في بيت أبيناداب ابو عزة وأخيوعشرون عامـًا ومع ذلك لم يدرسوا شيئـًا عن التابوت ولا عن أسلوب حمله ونقله -تمامـًا مثل المؤمن الذي يمتلك الكتاب المقدس أو الكتب الروحية ولا يقرأها- لذلك لم يعرف أنه غير مسموح أن يحمل التابوت أو يلمسه إلا الكهنة فقط. ومعنى ذلك بالنسبة لنا أنه لا يصح أن نقوم بأي دور في الخدمة لم يعطه الرب لنا  ولا ينفع أن نُقلد أهل العالم في أمور الرب!
لابد أن نخدم الرب بالطرق التي حددها الرب وأن نعبده بالطرق المحددة في الكلمة ولا نتأثر بالآخرين لذلك عندما مد عزة يده ليمسك التابوت ضربه الرب فمات وتعلم داود هذا الدرس وإلتزم فيما بعد بما تقوله الكلمة وتخلص من تبن التأثر بالعالم,  نحن ايضـًا يجب أن نتخلص من هذا التبن لكي لا تأتي علينا عصا التأديب - نتخلص من اُسلوب العالم في التملق والخداع والالتواء والكذب والرياء
"وَكَانَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفًا عِنْدَ بَيْدَرِ أُرْنَانَ الْيَبُوسِيِّ" (١أخ١٥:٢١) ما هو التبن هنا ؟ كان كل الشعب يعاني من هذا التبن وهوتبن عدم الاحتياج للرب بسبب أن الشعب كان غنيـًا جدًا ولديه جيش عظيم جدًا في مرحلة داود الأخيرة ولم يدخل الشعب في حروب في تلك الفترة فأصيب الشعب بالكبرياء وأصبح يستمد أمانه من الظروف لا من الرب لذلك رفع الرب عنهم الحماية لكي ينقيهم من هذا التبن وحدثت التنقية في هذا البيدر عندما ابتدأ داود يتضع امام الرب وهكذا  يفعل الرب مع شعبه وكنيسته
عندما تهمل الكنيسة الصلاة قد تحدث لها أشياء معينة لكي تتنقى من إهمالها للصلاة ولكي تدرك احتياجها للصلاة والاتكال علي الرب لأنه يوجد عدو خطير اسمه إبليس لذلك كن حذرًا ولا تنخدع مثل داود الذي اعتمد على المليون فانكسر ولكن عندما كان لايملك شيء اعتمد على الرب فانتصر على جليات لذلك يقول الكتاب اسهروا وصلوا لكي لا تدخلوا في تجربة واتكل على الرب بكل قلبك وتخلص من هذا التبن 

الجمعة، 3 مارس 2017

ينقـذ من التجـربة - من سلسلة الإنقاذ والاطمئنان


التجربة هي أن توضع فى موقف مهدد فيه بالسقوط فى الخطية مثل خطية النجاسة أو خطية الكذب أو الخوف أو السرقة نتيجة محاولات إبليس (المجرب ) أن يسقطك فى الخطية
" يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ" (٢ بط٩:٢) إذا كان لك علاقة حقيقية بالرب وكنت مطيعـًا لوصاياه تعمل مشيئته سيساعدك الرب لكى لا تسقط فى التجربة "إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ" (١كو١٢:١٠)  لننتبه لكي لا نسقط فى تجربة لأننا جميعـًا معرضون أن تأتي علينا محاولات من إبليس لكى يسقطنا فى التجربة ونسـقط في الخطية كما فعل مع شعب الرب فى البرية "لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولئِكَ...... فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا".(١كو ٥:١٠ ، ٦، ١١) لذلك كن حذرًا جدًا ولا تثق في نفسك لأنه يوجد أرواح شريرة تحيط بنا فى الهواء
"قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ" (أم ١٨:١٦) أطلب من الرب أن يحفظك متواضعـًا فاهمـًا أنـك معرض للحروب والسقوط فى التجربة، قد يأتي إبليس بتجربة فجائية أو يدخلك فيها تدريجيـًا لذلك أطلب من الرب أن يحميك ويجعلك ترى وتفهم خطط العدو ويحذرك منها مستخدمـًا الكلمة أو عظات روحية أو من خلال المرشد الروحي
"لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ" (١كو ١٣:١٠)  فالحرب التي تأتي عليك لكي تسقط فى الخطية تحدث أيضـًا مع الآخرين لذلك لا تشفق على نفسك  ولكن الله أمين لن يدعنا نجرب فوق ما نستطيع وسوف يعطيك منفذًا لكي تخرج منها فدائمـًا مع كل تجربة منفذ لأن الرب يعرف إناءك وميولك، وهو يحبك!
كن مسـتعدًا للتجربة قبل أن تأتي -  وهو إستعداد عام فى حياتك والروح القدس سوف يعطيك إحساسـًا بنوع التجربة القادمة لذلك حذر الرب التلاميذ "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَة"( مت٤١:٢٦). لكي لا يسقطوا فى خطية الإنكار والخوف لذلك كن يقظـًا وصلّ وقل للرب لا تدخلني فى تجربة بل نجني من الشرير وأعطي الفرصة للروح القدس أن يتحدث إليك وسلح نفسك بالآيات التي تناسب التجربة
"فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُم"(يع٧:٤) لا يمكن أن ترغم إبليس أن يهرب منك الا إذا كنت خاضعـًا للرب ولوصاياه بمعونة الروح القدس، كذلك كن أمينـًا في حياتك العملية ثم قاوم إبليس مستخدمـًا سيف الروح واسم الرب يسوع. اهرب من عبادة الأوثان (أي شىء تحبه أكثر من الرب) واهرب من الزنى ومن الشهوات الشبابية كما هرب يوسف واهرب أيضًا من محبة المال ولا تفعل أي شئ يساعد على الخطية وتخلص من مشجعات الخطية مثل أصدقاء السوء والمعاشرات الردية "لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ (طريق) الأَشْرَارِ" (أم١٤:٤) مثل فعل الرشوة والشركة مع غير المؤمنين
أشكرك يارب لأنك تحميني وتحفظني من ساعة التجربة "الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ". (٢كو١٠:١) 

وَلِيِّي حَيٌّ - عن عظة الولي ... لتكن مشيئته اجتماع الثلاثاء 12 – 4- 2016


"أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ"” (أي ١٩: ٢٥) كان أيوب فى ظروف صعبة جدًا وأتعبه أصدقاؤه جدًا لافتقارهم للحكمة الإلهية ولأنهم لم يكونوا مؤيدين من الرب وفي وسط هذا التعب انخفضت معنوياته جدًا ولكنه لم يُهزم ويظهر إيمانه أنه إيمان حقيقى لا يمكن أن يُـفقد!
قد تحدث أمور تشوش على الإيمان ولكنه لا يُـفقد، قد تكون هذه الأمورضيقات نفسية أو ضيقات صحية وعائلية ولكنها لن تستطيع أن تقتل الإيمان.  لذلك فاجأنا أيوب بكلمات عظيمة وسط التعب والحيرة وعدم الفهم وأعلن ثقته في إلهه أن وليه حي وهذا إيمان داخلي ظهر فى تلك اللحظة
ذُكرت كلمة الولي فى العهد القديم ٤٤ مرة (وأحيانـًا تأتي الكلمة في اللغة العربية فادي) والولي هو أقرب شخص للإنسان عائليـًا ومن وظائف الولي أن يهتم بالشخص المسئول عنه ولو ضاعت منه أرض يعمل كل ما بوسعه لكي يسترد ما سُـلـِب منه ويرده له، ومن اختصاصات الولي أيضـًا أن ينتقم من القاتل ويُسمى ولي الدم، وعليه أيضـًا أن يتزوج زوجة أخيه إذا مات دون أن يـُنجب ويُنجب أولادًا تنسب للشخص الميت.
الإيمان الحقيقي لا يفقد ولذلك عندما تهدأ تجد داخلك إيمان أن الرب مشغول بك ويعتنى بك ويسترد لك ما سُلِب منك وتعلن "عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ" الرب هو الولي الحي لأن الرب يسوع انتقم من إبليس في معركة الصليب وهو قريب لي وهو الذي حررني من العبودية وجعلني من أولاد الله وهو الذي يرد لى ما سُلب مثل ما فعل داود "رَدَّ دَاوُدُ الْجَمِيعَ" (١صم١٩:٣٠) لذلك كلمة أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ مهمة جدًا لأنها تعني اليقين والثقة وعلاقتي مع الرب هى حياة اليقين فلنتقدم إلى الرب بقلب صادق لا بالمظاهر ولكن بثقة لأن الرب أحبنى ومات من أجلي وأعطاني الحياة الأبدية ودمه غسلني من خطاياي وهذه معرفة يقينية بالروح القدس
الروح القدس يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله وأن الرب يعتني بنا لن يهملنا ولن يتركنا وأننا ورثة بركات الله، عندنا إيمان حقيقي ويقين حقيقي "لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ". (٢تي ١٢:١) عندي يقين أن الرب يحفظني من كل شر قل للرب قد علمت أنك شخص حي ما زلت تعمل معجزات وأنني للبركة ولست للعنة وأنت وليى الحى لذلك ستنقذني من كل عمل ردئ "الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْد". (٢كو١٠:٢)
"وَلاَ تَدْخُلْ حُقُولَ الأَيْتَامِ، لأَنَّ وَلِيَّهُمْ قَوِيٌّ. هُوَ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ عَلَيْكَ" (أم١١:٢٣) قل لنفسك ليس لي أحد يحميني لكني علمت أن وليى حي وقوي يحامي عني يقيم دعواي
"هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَنِي يَهُوذَا مَعًا مَظْلُومُونَ... وَلِيُّهُمْ قَوِيٌّ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ لِكَيْ يُرِيحَ الأَرْضَ وَيُزْعِجَ سُكَّانَ بَابل" (ار٣٣:٥٠، ٣٤)ِ. كان شعب الرب ضعيفـًا في ذلك الوقت، وأنت إذا كنت ضعيفـًا قُـل وليي قوي حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوي لأن الرب مسئول عني لن يتركني أسلب.  قاوم عناد إبليس والرب حتمـًا سيتدخل وسيفه على أعدائك ويخلصك منهم لأن اسمه رب الجنود عنده ملائكة كثيرة يرسلها لإنقاذك!  لا تستسلم للضعف ولا للإحساس بالظلم!!
قد علمت ان وليى حى رب الجنود اسمه يقيم دعواي

مفاتيح طول الأيام - من سـلسلة نؤمن بالشـفاء الجزء الثاني


"يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي" (مز٩١ : ١٥، ١٦) وعـد الرب أنه عندما تصلي صلاة حقيقية من القلب  تأخذ شفاء لظروفك ويكون هو معك في الضيق لكي ينقذك ويمجدك ومن طول الايام يشبعك لأنه يريد أن يشبع بالخير عمرك ويقودك من وجه الضيق إلي رحب لا حصر فيه وتعيش أيامـًا رائعة وتكون مثل موسي الذي لم تذهب عنه نضارته ولم تكل عينيه بالرغم من كبر سنه
مزمور ٩١ يقودنا الي مفاتيح طول الايام وهي :
أولاً العلاقة الحقيقية مع الرب :
"اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ" (مز١: ٩١) مفتاح الشفاء والحماية  والتمتع بطول الأيام هو الشركة الحقيقية مع الرب، بحيث يكون هو المخبأ الذي تسكن فيه وفيه الحل لكل مشاكلك. لذلك  قُـل للرب أريد أن أكون في علاقة حقيقية معك، وأريد أن أسكن في مخبئك أتمتع بحضورك يوميـًا من خلال الخلوة الشخصية مع الكلمة وفي الاجتماعات الروحية - أتمتع بحضورك وسماع صوتك!
ثانيـًا أن تعرف اسم الرب :
"أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي" (مز١٤:٩١)  يجعلك الرب في الارتفاع ويجعلك من مجد إلى مجد عندما تعرف اسم الرب وتؤمن به لأن "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أم١٠:١٨)  وهذا المزمور يُعلن عن أربعة اسماء لله هامة جدا وهي "اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ" العلي تعني (إيلون ) أي الإله المُتحكم في الظروف والأحداث ومتحكم أيضًا في الرؤساء ومن هم في منصب من أجلك ومن أجل سلامتك ولكي تكون في الارتفاع
"فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ" : القدير ( إيل شداي) أي الإله الذي فيه كل الكفاية والدفء والحنان وما يصنعه الرب معك يشبه ما تفعله الأم نحو رضيعها حيث يُعطيك الإحساس بالأمان
"أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي" الرب ( يهوه ) الإله الذي لا ينقض عهده ولا وعوده إله العهد الذي دخل معك في علاقة  شخصية لأنه إله محب وصالح لا يهملك ولا يتركك ولن يخذلك أبدًا 
"إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ": إلهي (الوهيم) وهو اسم يتحدث عن الخالق الذي يستطيع كل شيء ويشفي من كل مرض لذلك تثق فيه وتتكل عليه
وفي العهد الجديد يصلي الرب يسوع ويقول "احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ" ( يو١١:١٧)  ويقول أيضًا "أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ" (يو٦:١٧)  فما هو هذا الاسم الذي أعلنه لنا الرب ؟ هو أنه أب شخصي لكل مؤمن يعلم كل احتياجاتك ويسددها ويهتم ويعتني بك - لذلك انفصل عن الخطية وتعال سلـِّم حياتك له واغتسل بالدم الثمين وتمتع بأبوة الله لك!
ثالثـًا التحدث مع الله ومع نفسك :
"أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ" (مز٢:٩١) هام جدًا أن تتحدث وتعلن إيمانك في صلاتك لأن الرب يستجيب لصلوات الإيمان – قل للرب أنت حمايتي أنت حصني أنت ملجأي لذلك يقول "لأَنَّكَ قُلْتَ: أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ ، لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ" (مز٩١: ٩، ١٠)
وتعلم أن تتحدث إلي نفسك وتقول "لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ...... يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ." (مز ٩١: ٣، ٤، ٦، ٧) تكلم بكلمات الإيمان إلى نفسك ولا تتكلم كلام سلبي وتمسك بوعود الرب لك فتهرب من أمامك الأرواح الشريرة التي تزعجك وتخيفك "عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ" (مز١٣:٩١)
رابعـًا آمن بحماية الملائكة :
"لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَك" (مز٩١: ١١، ١٢) توجد قوة مختبأة تعمل لصالح المؤمنين لحمايتهم وتسهيل أمورهم  لذلك لابد أن تعلن أنه يوجد ملائكة تحملك وقت الخطر وتنقذك من الحوادث ومن أخطاء الآخرين!!


خامسـًا أن تحب الرب من كل قلبك :
"لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ" (مز١٤:٩١)  معني كلمة تعلق بي هو التعلق في حُب أي تُحِب الرب من كل قلبك ومن كل كيانك حبـًا مستمرًا كما تعلقت نفس يوناثان بداود.  الرب أحبك أولاً ومات من أجلك على الصليب وسفك دمه الثمين وأعطاك حياة أبدية وهو أيضـًا يملأك بالروح القدس وقد أعطاك الكتاب المقدس الممتلئ بالوعود وهذا الحب يطرد منك الخوف ويشفي أعماقك
هذا المزمور يرفع الإيمان بحماية الرب وانقاذه لنا ليُـمتعنا بطول الأيام لذلك ردده كثيرًا وتمسك بكلماته وثق في إلهك الأمين والمحب

مشـيئة الرب وصلواتنا



"وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ..... وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ..... فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ. فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ" (خر١٧: ٨، ١٠-١٣). الصلاة تحسم المعارك وتحسم المواجهات - فوق الجبل بعيدًا عن الضوضاء لذلك ادخل مخدعك كما قال الرب "وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ" (مت٥:٦)  لكي تمدحك الناس بل "مَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت٦:٦)  غير مشغول بحكم الناس عليك وكن مثل موسي تريد الشركة مع الرب تصعد فوق الجبل والرب سوف يكافئك ويستجيب لصلاتك
في هذه القصة كان يشوع يغلب طالما رفع موسى يده، وهذا إعلان هام أن الرب رابط نفسه بإيماننا في الصلاة : الرب يريد للشعب أن يغلب ولكنه لن يغلب إلا إذا وجـدت يد مرفوعة أمام الرب بالصلاة، لذلك ظلت يدا موسى ثابتتين إلى غروب الشمس وانتصر على الإعاقات – واستعان موسى في هذا بهارون وحور لكي يدعما يديه
الصلاة لا تغير مشيئة الرب ولكن الصلاة تحقق مشيئة الرب  لذلك كثيرًا ما تتعطل مشيئة الرب في حياتك لأنك لا تطلب بإيمان من الرب لكي يحققها
إبليس لا يريد أن تتحقق مشيئة الرب مثل الشفاء والثمر والنجاح في حياتك لذلك يحاول أن يعطلك عن الصلاة، فالصلاة ليست من أجل تسديد الاحتياج فقط ولكن لتحقيق مشيئة الرب التي عرفتها من خلال الكلمة أو من خلال حمل داخلي تشعر به وتشـعر أنك مثقل بشيء ولن ترتاح إلي أن تصلي بما تشعر به داخلك
نحن مسئولين عن حرماننا من بركات الرب ومسئولين أيضًا عن طمع إبليس فينا
"فَيَقُولُونَ: هذِهِ الأَرْضُ الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، وَالْمُدُنُ الْخَرِبَةُ وَالْمُقْفِرَةُ وَالْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً." (حز٣٥:٣٦)  وعود عظيمة لشعب الرب فالأمور أو الأشياء التي نجح إبليس في هدمها سوف تبني ولن تهدم ولكن لكي تتحقق هذه الوعود لابد أن يصلي شعب الرب ويطلب هذا لذلك قال "هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبِّ: بَعْدَ هذِهِ أُطْلَبُ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَفْعَلَ لَهُمْ. أُكَثِّرُهُمْ كَغَنَمِ أُنَاسٍ" (حز٣٧:٣٦)  قيّـد الرب عمله في الشعب بالصلاة .. عدم صلاتنا تعطل مشيئة الرب وتعطي إبليس الفرصة أن يتحرك بحرية
كن مثل دانيال الذي ظل مصليـًا لمدة ثلاثة أسابيع لكي تتحقق مشيئة الرب وتنتهي إعاقات الشيطان،  وكن أيضـًا مثل بولس الذي صلى ثلاث مرات من أجل الشوكة.  أنت أيضـًا تحتاج إلى الاستمرارية في الصلاة لكي تُحسم الأمور لأن إبليس متكبر يحاول أن يعطل تحقيـق مشيئة الرب في حياتك.
"عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ." (إش ٢٦: ٦، ٧) عندما ترى شخصًا خرج خارج مشيئة الرب أو ترك الثعالب الصغيرة تعمل في حياته  وتشعر كأنك حارس له فلابد أن تصلي من أجله حتى يتدخل  الرب ويغير حياته لأن الكلام وحده لا يكفي لابد أن تُصلي وتستمر في الصلاة حتي يتم التغيير.
الصلوات المستمرة توقف المعطل (إبليس) والقوة المضادة وتحقق مشيئة الرب لأن الرب ربط تحـقيق مشيئته بصلاة شعبه لذلك يا ذاكري الرب لا تسكتوا ولاتدعوه يسكت حتي يتمم العمل كاملاً
ولكي تكون صلواتك حقيقية لابد أن تكون ضد الخطية وخاضع لمعاملات الرب معك مغتسلاً بالدم الثمين ولَك علاقة حقيقية مع الرب!
وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ، قِائِلاً: «كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لاَ يَخَافُ اللهَ وَلاَ يَهَابُ إِنْسَانًا. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ. وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةً: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي!" (لو١٨: ١-٣)  معني هذا أن لها خصم يعمل باستمرار ضدها وهي تريد ان توقف نشاطه وتأخذ حقها  والرسول بطرس يقول هوذا خصمكم أي الشيطان يجول ملتمسـًا من يبتلعه لذلك هذه الأرملة كانت تأتي باستمرار للقاضي لكي ينصفها والرب يريدنا ان نستمر بإصرار مثل هذه المرأة التي انتصرت بإصرارها ولجاجتها
انت عندك امتياز أن القاضي الذي يحكم بينك وبين الشيطان يحبك وهو قاضي عادل  وإذا كان الإصرار انتصر مع قاضي الظلم فكم بالحري  إصرارك مع أبوك السماوي  الذي يحبك "أقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا"(لو٨:١٨)  لذلك استمر مصليـًا  وقِف ضد خصمك إبليس الذي يعطل نجاحك وخدمتك وسلامك
الصلاة هي تحقيق لمشيئة الرب