السبت، 9 سبتمبر 2017

ذخائر الظلمة - مؤتمر نيوجيرسي يوليو ٢٠١٧- العظة الخامسة



"فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ" (يو٦: ١٤-١٥  ) بسبب معجزة إشباع الجموع رأي الناس أن الرب يسوع هو النبي وهو الملك الذي تكلم عنه موسn لذلك طلبوا أن يخطفوه ويجعلوه ملكـًا عليهم وبذلك يحل مشاكلهم الاقتصادية - ولكن الحقيقة هي أن الرب يسوع ليس نبيـًا وملكــًا فقط ولكن هو أيضـًا الكاهن الذي يُـقدم نفسه ذبيحة فداءً للبشرية لغفران الخطايا. لذلك رفض الرب هذا الْمُلْك وهذا التوقيت ليُعلن فيه عن نفسه أنه الملك فتركهم وانصرف إلي الجبل.
"وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ نَزَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْبَحْرِ،... وَكَانُوا يَذْهَبُونَ إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ . وَكَانَ الظَّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ. وَهَاجَ الْبَحْرُ مِنْ رِيحٍ عَظِيمَةٍ تَهُبُّ...." (يو٦: ١٦ -٢١) ألزم الرب التلاميذ أن يركبوا السفينة ويذهبوا الي عبر البحر لكي يحميهم من تجربة الإغراء لأنه كان يعلم أن الناس مزمعين أن يخطفوه ليجعلوه ملكًا وبالتالي يصبح التلاميذ وزراء في مملكته.  وهذه القصة تعلمنا أن الرب لن يُعرضنا لتجربة أكبر منا. وتجربة الاغراء محورها المجد البشري - إبليس دائمًا يريدنا ان نهتم بالمادة أكثر من اهتمامنا بالأمور الروحية وأن نخطئ في ترتيب أولوياتنا ولكن لا بد أن يكون الرب وأمور الرب رقم واحد لكي نختبر البركة في حياتنا --- وأن تكون محبتنا الأولي للرب!!
يقول الكتاب وَكَانَ الظَّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ. الظلام والرب يسوع غير موجود هو تعبير روحي عن فترة لا ترى فيها الرب والظروف صعبة جدًا ولكن الرب يقول لكورش الملك  في (إش٣:٤٥) "وَأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ الظُّلْمَةِ وَكُنُوزَ الْمَخَابِئِ" إن الظلمة التي بحسب مشيئة الرب تُـقدم لك ذخائر ( كنوز) فعندما لا تشعر بالتعزية والانتعاش وعدم الانطلاق في الخدمة  بالرغم أنك بتعترف بخطاياك أمام الرب لا تقل الرب تركني لأن تجربة الظلام أقل خطورة من تجربة الإغراء المادي.  احذر تجربة السلطة والمال وجاذبية العالم وإذا إنقدت بالمال أو الشغل فهذا معناه أن الرب لا يملك على حياتك "وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ " (١كو١٣:١٠)
لذلك نعلن إيماننا بذخائر الظلمة وذخائر الألم وذخائر الضيقة ، عندما يسمح الرب  أن نمر في ظلمة نثق أنه يكشف لنا ذخائر في الوقت المناسب.توقع أن يفاجئك الرب بأمور عظيمة عندما تمر بفترة ظلام وغالبـًا ما تأتي هذه المفاجآت من ظروف لا تتوقع منها شيء وأيضـًا من أماكن غير متوقعة!
وكانت رِيحٍ عَظِيمَةٍ: انتصر التلاميذ على تجربة الظلام وكان عندهم إصرار في التجديف عكس الريح المضادة  "فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلاَثِينَ غَلْوَةً" (يو١٩:٦)  الاستمرارية برغم الريح المضادة، الاستمرارية برغم عدم التعزية لأننا لا نقاد بالمشاعر ( فرح وتعزية ) فحياتنا مع الرب لا تعتمد على المشاعر بل تعتمد على الكلمة.  فبالرغم أنك لاترى نتائج ولاتشـعر بالتعزية ولكن عندك كلمة من الرب، قد يقودك الرب إلى الظلام أحيانـًا لكي تجد الكنوز ولكي يُعطيك الذخائر.تحـرك خلف ماقاله الرب لك مُتمسكـًا بالكلمة  ... وهذا هو امتحان الإيمان كما قيل عن يوسف "إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ" (مز١٩:١٠٥)  تمسـك يوسف بما وعـده به الرب بالأحلام بالرغم من المعاناة ١٣ سنة قبل تحقيق الوعد كذلك قيل عن كالب "فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ فَالآنَ أَعْطِنِي هذَا الْجَبَلَ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. ... لأَنَّهُ اتَّبَعَ تَمَامًا الرَّبَّ" (يش١١:١٤-١٤) تمسك كالب بالوعد وأصّر على امتلاك الجبل بالرغم من مرور ٤٥ سنة وأيضًا في (يش١٨:١٧) "بَلْ يَكُونُ لَكَ الْجَبَلُ لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَتَقْطَعُهُ وَتَكُونُ لَكَ مَخَارِجُهُ. فَتَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ لأَنَّهُمْ أَشِدَّاءُ" أي تقدر وتصر أن تطرد الأقوياء الذين يحاربونك.
"نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ" (يو١٩:٦): مشـى الرب على المياه منتصرًا على قانون الجاذبية من أجل التلاميذ الذين جاهدوا ضد الريح معذبين في السفينة. وتمتع التلاميذ بكنوز الظلمة وهي رؤية الرب ماشيـًا على الماء ورأوا الريح مهزومـًا أمام الرب. وأنت أيضا عندما تجوز في الظلام ( ريح مضادة ) إعلن إيمانك أنك سوف ترى الرب بصورة لم تراه بها من قبل وستتمتع بكنوز المخابيء!!
اطلب من الرب أن تحيا لمن أحبك وأسلم نفسه لأجلك وأن تساهم في ربح النفوس وتمشي على المياه وتُصِر في إتمام الدعوة بالرغم من وجود الريح المضادة.  وكل ما تنسـى نفسك من أجل الرب سترى كنوز المخابيء  "وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (مت٣٩:١٠)  "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ" (لو ٦٢:٩)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.