الجمعة، 22 سبتمبر 2017

حماية الذهن من مخطط إبليس - مؤتمر تورونتو كندا مايو ٢٠١٧- العظة الثانية



"وَلكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ" (٢كو٣:١١) يخاف الرسول بولس أنه كما خدعت الحية حواء وجعلتها تصدق الكذب كذلك يُـفسد إبليس ذهن المؤمن ويجعله يُصدق ويتبني أكاذيب وأمور ضد الحق بل ويُصدق أيضـًا أمورًا لا توافق عليها الكلمة.  وتكمن خطورة هذا الأمر في أن الحية لا تظهر بطريقة واضحة بل بصورة خادعة وتفسد الذهن عن البساطة ( النقاوة والإخلاص للرب ) فنفقد إخلاصنا لوصايا وتعليم كلمة الرب. ويستخدم إبليس الميديا وأفكار الناس من حولنا ليُكرر مباديء العالم علينا لكي نصير غير مخلصين لكلمة الرب ونُـصدق ما يدخل الذهن عن طريق أبواب الذهن ( العين والأذن)،  مثال على ذلك شخص يشاهد أفلام  عالمية فتدخل في ذهنه أفكار هذه الأفلام ( بذور) ومع الوقت تكبر ويجد نفسه يعيش بمباديء غير كتابية وتصبح التجاوزات في حياته كثيرة، ويحل مشاكله بطرق مخالفة لفكر الرب، وبالتالي لا يقدر أن يقول أن له فكر المسيح.
"ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (يع١٥:١)  كما يمر بعض الوقت بين الحبل والولادة كذلك تحتاج الشهوة  إلى وقت لتلد الخطية، فالخطية العقلية قد تأخذ ساعة أو يوم أو شهر أو سنة أو أكثر لتُنتـج- بمعني أن الذي يضعه إبليس من مناظر في داخل الذهن يمكن أن يأخذ وقت قبل أن يُـثمر خطية وهذا هو مخطط الشيطان: يزرع داخلك ويريك مناظر ويملأ ذهنك قليلاً قليلاً إلى أن تجد إخلاصك للرب وحياة النقاوة قد ضعفا.  إذا انتصر إبليس في معركة الذهن كسب كل المعارك - فكن حذرًا وتذكر دور البوابين في هيكل الرب: كانوا يمنعون دخول أي شيء نجس إلى الهيكل ... أنت أيضًا كن يقظـًا فيما تسمعه وتراه (أبواب الذهن).
كيف انتصر على إبليس في معركة الذهن ؟
أفسس ٦ يعلمنا عن الحرب الروحية لأن المؤمن مُعرض لحروب إبليس على ذهنه لذلك يقول "الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ... وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ" (أف٦: ١١، ١٧) الخوذة تحمي رأس الجندي إذا سقط وتحميه أيضـًا من السهام: أواجه حرب إبليس ونشاطه على ذهني بخوذة الخلاص وهو إدراكي إني نلت الخلاص والحياة الأبدية، وعندي يقين أني من أولاد الله وهذا ينزع من ذهني الخوف ويجعلني قادرًا أن أقول لا لكل فكرة ضد الحق تهاجم ذهني،  وتحفظني متيقنـًا أن خلاصي لايُـفقد لذا أظل شاعرًا بالأمان واثقـًا أن الرب دائمـًا لخلاصي من كل نشاط شيطاني لأنه إله خلاص قادر أن يُـخلصني بالنعمةً من كل أفكار نجاسة أو أي أفكار غريبة ضد الحق يضعها ابليس في ذهني فأحيا معلنـًا عدم انتسابي للعالم "وَبِأَقْوَال أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: اخْلُصُوا مِنْ هذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي" (أع ٤٠:٢) بقبولهم الرب يسوع مخلصـًا لحياتهم يفقدون انتسابهم للجيل الملتوي - ارفض أن تتغذى بما يقدمه العالم من أفكار ولا تشاكل هذا الدهر ولن يكون للعالم قوة عليك.  أنت مختلف في أبديتك وفِي واقعك!!!
"وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ" (٢تي ٤: ١٧، ١٨) هذا تفكير الرسول بولس ( خوذة الخلاص ) خوذة الإنقاذ إنقاذ من الخطر ومن المرض ومن الشر ومن كل عمل رديء !!!
"وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ" (أف ١٨:٥)  لكي يكون لك فكر المسيح لابد أن تمتليء بالروح القدس ليتحكم في تفكيرك وقراراتك ولكي يكون ذهنك خاضعـًا لفكر الروح ، قويـًا أمام رغبات الطبيعة القديمة ، لأن ناموس روح الحياة حررني من ناموس الخطية والموت.  كما أن الروح القدس يقودنا "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ" (رو١٤:٨، ١٥) لن آكون عبدًا للخوف والحزن والهم والفشل وصغر النفس.  ولكن احذرالذي يعطل عمل الروح داخلنا وهو عدم الاعتراف السريع بالخطية أمام الرب فإنه يُـعطي فرصة لإبليس أن يتحكم في أذهاننا. فعندما لم يعترف داود بخطيته أمام الرب، ظل يعمل أخطاء أكثر وأكثر.  لذلك كن حريصـًا ألا تُحزن الروح أو تطفئه . امتليء بالروح وهو سيتحكم في ذهنك!!
في متى٤، عندما جُرِّب الرب يسوع من إبليس كان الرب يرد عليه بالمكتوب (بالكلمة) لأن الرب عنده رصيد ومخزن ملآن بالكلمة وعنده الآية التي تناسب الهجمة  وأنت أيضـًا لابد أن يكون عندك مخزن ملآن بالآيات التي تناسب كل هجمات إبليس عليك لذلك يقول "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً" (كو١٦:٣)  وقل نعم يارب أريد أن يكون ذهني بيت للكلمة وأريد قنوات المياه (الروح القدس) تجري في ذهني فأكون شجرة مغروسة على مجاري المياه ومثمرة وورقي لايذبل وكل ما أصنع انجح فيه!  ولا تسمح يارب أن تخطف الطيور الكلمة مني بل تدخل وتستقر داخلي!
"لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً(عالمية)، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ" (٢كو١٠ : ٣ ، ٤) هنا المؤمن جندي يحارب (ولكنه لا يحارب بطرق العالم)، ويهدم حصون في الذهن ضد كلمة الله وحصون الفشل وصغر النفس "هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (٢كو٥:١٠)  وهنا يُعلن بولس الرسول إيمانه أنه بالصلاة والصوم سيستطيع أن يُخضع أفكار الناس الخطأ للمسيح ويخلصهم منها مستخدمـًا الأسلحة الروحية. فإذا اكتشـفت وجود حصن في ذهنك يتحكم في قرارتك مثل حصن الخوف فأنت تحتاج إلى أسلحة غير جسدية: صلاة الإيمان والكلمة واثـقـًا أن الرب سيهدم هذه الحصون وستستأسر فكرك ليخضع للمسيح.
إعلن بإيمان أن لك فكر المسيح

السبت، 9 سبتمبر 2017

ذخائر الظلمة - مؤتمر نيوجيرسي يوليو ٢٠١٧- العظة الخامسة



"فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ" (يو٦: ١٤-١٥  ) بسبب معجزة إشباع الجموع رأي الناس أن الرب يسوع هو النبي وهو الملك الذي تكلم عنه موسn لذلك طلبوا أن يخطفوه ويجعلوه ملكـًا عليهم وبذلك يحل مشاكلهم الاقتصادية - ولكن الحقيقة هي أن الرب يسوع ليس نبيـًا وملكــًا فقط ولكن هو أيضـًا الكاهن الذي يُـقدم نفسه ذبيحة فداءً للبشرية لغفران الخطايا. لذلك رفض الرب هذا الْمُلْك وهذا التوقيت ليُعلن فيه عن نفسه أنه الملك فتركهم وانصرف إلي الجبل.
"وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ نَزَلَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْبَحْرِ،... وَكَانُوا يَذْهَبُونَ إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ . وَكَانَ الظَّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ. وَهَاجَ الْبَحْرُ مِنْ رِيحٍ عَظِيمَةٍ تَهُبُّ...." (يو٦: ١٦ -٢١) ألزم الرب التلاميذ أن يركبوا السفينة ويذهبوا الي عبر البحر لكي يحميهم من تجربة الإغراء لأنه كان يعلم أن الناس مزمعين أن يخطفوه ليجعلوه ملكًا وبالتالي يصبح التلاميذ وزراء في مملكته.  وهذه القصة تعلمنا أن الرب لن يُعرضنا لتجربة أكبر منا. وتجربة الاغراء محورها المجد البشري - إبليس دائمًا يريدنا ان نهتم بالمادة أكثر من اهتمامنا بالأمور الروحية وأن نخطئ في ترتيب أولوياتنا ولكن لا بد أن يكون الرب وأمور الرب رقم واحد لكي نختبر البركة في حياتنا --- وأن تكون محبتنا الأولي للرب!!
يقول الكتاب وَكَانَ الظَّلاَمُ قَدْ أَقْبَلَ، وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ أَتَى إِلَيْهِمْ. الظلام والرب يسوع غير موجود هو تعبير روحي عن فترة لا ترى فيها الرب والظروف صعبة جدًا ولكن الرب يقول لكورش الملك  في (إش٣:٤٥) "وَأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ الظُّلْمَةِ وَكُنُوزَ الْمَخَابِئِ" إن الظلمة التي بحسب مشيئة الرب تُـقدم لك ذخائر ( كنوز) فعندما لا تشعر بالتعزية والانتعاش وعدم الانطلاق في الخدمة  بالرغم أنك بتعترف بخطاياك أمام الرب لا تقل الرب تركني لأن تجربة الظلام أقل خطورة من تجربة الإغراء المادي.  احذر تجربة السلطة والمال وجاذبية العالم وإذا إنقدت بالمال أو الشغل فهذا معناه أن الرب لا يملك على حياتك "وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ " (١كو١٣:١٠)
لذلك نعلن إيماننا بذخائر الظلمة وذخائر الألم وذخائر الضيقة ، عندما يسمح الرب  أن نمر في ظلمة نثق أنه يكشف لنا ذخائر في الوقت المناسب.توقع أن يفاجئك الرب بأمور عظيمة عندما تمر بفترة ظلام وغالبـًا ما تأتي هذه المفاجآت من ظروف لا تتوقع منها شيء وأيضـًا من أماكن غير متوقعة!
وكانت رِيحٍ عَظِيمَةٍ: انتصر التلاميذ على تجربة الظلام وكان عندهم إصرار في التجديف عكس الريح المضادة  "فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلاَثِينَ غَلْوَةً" (يو١٩:٦)  الاستمرارية برغم الريح المضادة، الاستمرارية برغم عدم التعزية لأننا لا نقاد بالمشاعر ( فرح وتعزية ) فحياتنا مع الرب لا تعتمد على المشاعر بل تعتمد على الكلمة.  فبالرغم أنك لاترى نتائج ولاتشـعر بالتعزية ولكن عندك كلمة من الرب، قد يقودك الرب إلى الظلام أحيانـًا لكي تجد الكنوز ولكي يُعطيك الذخائر.تحـرك خلف ماقاله الرب لك مُتمسكـًا بالكلمة  ... وهذا هو امتحان الإيمان كما قيل عن يوسف "إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ" (مز١٩:١٠٥)  تمسـك يوسف بما وعـده به الرب بالأحلام بالرغم من المعاناة ١٣ سنة قبل تحقيق الوعد كذلك قيل عن كالب "فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ فَالآنَ أَعْطِنِي هذَا الْجَبَلَ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. ... لأَنَّهُ اتَّبَعَ تَمَامًا الرَّبَّ" (يش١١:١٤-١٤) تمسك كالب بالوعد وأصّر على امتلاك الجبل بالرغم من مرور ٤٥ سنة وأيضًا في (يش١٨:١٧) "بَلْ يَكُونُ لَكَ الْجَبَلُ لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَتَقْطَعُهُ وَتَكُونُ لَكَ مَخَارِجُهُ. فَتَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ لأَنَّهُمْ أَشِدَّاءُ" أي تقدر وتصر أن تطرد الأقوياء الذين يحاربونك.
"نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ" (يو١٩:٦): مشـى الرب على المياه منتصرًا على قانون الجاذبية من أجل التلاميذ الذين جاهدوا ضد الريح معذبين في السفينة. وتمتع التلاميذ بكنوز الظلمة وهي رؤية الرب ماشيـًا على الماء ورأوا الريح مهزومـًا أمام الرب. وأنت أيضا عندما تجوز في الظلام ( ريح مضادة ) إعلن إيمانك أنك سوف ترى الرب بصورة لم تراه بها من قبل وستتمتع بكنوز المخابيء!!
اطلب من الرب أن تحيا لمن أحبك وأسلم نفسه لأجلك وأن تساهم في ربح النفوس وتمشي على المياه وتُصِر في إتمام الدعوة بالرغم من وجود الريح المضادة.  وكل ما تنسـى نفسك من أجل الرب سترى كنوز المخابيء  "وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا" (مت٣٩:١٠)  "لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ" (لو ٦٢:٩)

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

ياكين وبوعـز - من عظة الثلاثاء ١٨-٧-٢٠١٧



"وَأَوْقَفَ الْعَمُودَيْنِ أَمَامَ الْهَيْكَلِ، وَاحِدًا عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدًا عَنِ الْيَسَارِ، وَدَعَا اسْمَ الأَيْمَنِ "يَاكِينَ" وَاسْمَ الأَيْسَرِ"بُوعَز" (٢أخ ٣: ١٧)  مشيئة الرب لكل مؤمـن أن يكون عمودًا ثابتًا ( ياكين) وقويًّا ( بوعز )
يقول الرب لإرميا "أَمَّا أَنْتَ فَنَطِّقْ حَقْوَيْكَ وَقُمْ وَكَلِّمْهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. لاَ تَرْتَعْ مِنْ وُجُوهِهِمْ لِئَلاَّ أُرِيعَكَ أَمَامَهُمْ. هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ" (إر ١: ١٧، ١٨) الرب جعل إرميا عمود نحاس ثابتـًا وقويًّا أمام المواجهات الصعبة. مع الرب تتحـول ودائرة الضعف إلى دائرة القوة بقوة الروح القدس والنتيجة "فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ" (إر١٨:١)
يصف الرسول بولس يعقوب وبطرس ويوحنا بالأعمدة "فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ" (غل٩:٢) ويصف الرسول بولس كنيسة المؤمنين بالعمود "وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُه" (١تي١٥:٣)
يصف الكتاب العمودين الذين عملهما سليمان الملك أمام الهيكل ويقول إن طول كل واحد منهما ثمانية (٨) أمتار من النحاس وله تاج ( رأس ) جميل.  والرب يريد أن أكون مثل هذا العمود (ياكين ) ثابتـًا أمام الريح مثل يوحنا المعمدان الذي لم يكن قصبة تحركها الريح وأكون أيضـًا عمودًا ثابتـًا أقول أنا للمسيح مهما حدث وسأظل له طول حياتي لأنه أحبني واشتراني وبذل نفسه من أجلي.  لا تقدر أي رياح أن تبعدني عن الدعوة!  وأيضا الكنيسة معـًا عمود قوي لا يتزعزع مهما كانت الضغوط والمواجهات !!
كما يريد الرب للمؤمن أن يكون مثل العمود الآخر ( بوعز ) قويـًا لأن بوعز كان زوج راعوث الذي يرمز إلى الرب يسوع ... قوتي من الرب وليست مني  لذا إعلن أنا عمود نحاس ثابتـًا وقويـًّا والرب يكافيء ثباتنا "أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا" (لو٢٢ :٢٨ ،٢٩)
"أَمَّا الْعَمُودَانِ فَكَانَ طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا، وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِهِ، وَغِلَظُهُ أَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَهُوَ أَجْوَفُ" (إر٢١:٥٢) هنا يصف العمود أن طوله حوالي ثمانية أمتار وهو دائري أجوف وسُمك الجدار أربع أصابع من النحاس فالعمود قوي بأقل كمية من النحاس ونحن أيضـًا يستخدم الرب إمكانياتنا الصغيرة ليعمـل بها أمورًا عظيمة فقل أنا بالرب عمود قوي أنا ياكين ثابت، لديّ قوة الروح القدس لأن القوة ليست بكم النحاس لأنه لا بالقوة ولا بالقدرة ولكن في حكمة الرب التي ظهرت في تصميم العمود.  وعمليـًا نقدر أن نقول أن اثنين أو ثلاثة يُصلوا معـًا يستطيعوا أن يزلزلوا مملكة الظلمة.  ومع بولس الرسول نقول حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوي لأن الرب قال تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل!!
"وَمِنْ طَبْحَةَ وَخُونَ مَدِينَتَيْ هَدَرَ عَزَرَ أَخَذَ دَاوُدُ نُحَاسًا كَثِيرًا جِدًّا صَنَعَ مِنْهُ سُلَيْمَانُ بَحْرَ النُّحَاسِ وَالأَعْمِدَةَ وَآنِيَةَ النُّحَاسِ" (١أخ ٨:١٨) عمل سليمان الأعمدة من غنيمة داود. وهنا تتكلم عن الانتصار فقد حصل عليها داود نتيجة لانتصاره علي الأعداء.  وحياتي تتكلم عن انتصاري علي إبليس بسبب انتصار الرب في معركة الجلحثة التي بها انتزعنا من فم الأسد ونقلنا من سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبته وجعلنا ثابتتين في ملكوته !!
 "فِي غَوْرِ الأُرْدُنِّ سَبَكَهَا الْمَلِكُ فِي أَرْضِ الْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ" (٢أخ ١٧:٤) أخذ الملك سليمان النحاس وسـبكه في منطقة بعيدة عن أورشليم تُـسمى بأرض الخزف. والرب يشكلنا لأننا نحن عمله ويأخذنا إلى منطقة بعيدة صعبة مستخدمـًا الظروف في تشكيلنا كما أخذ موسـى للبرية وبطرس للسجن. يستخدم الرب الاجتماعات الروحية (في أورشليم) وأيضـًا عمـلك وظروفك (أرض الخزف) لكي تكون عمودًا ثابتـًا وقويًّا أمام الهيكل الحقيقي.
يُزين كل عمود تاجـًا (رأس) من النحاس جميلاً مزخرفـًا برسومات جميلة وهو يمثل ذهن المؤمن الذي يجب أن يكون نقيـًا، له فكر المسيح خاليـًا من أفكار الطمع والهم والنجاسة والخوف لأنه عمود للرب ولذلك كان التاج مزينـًا بنبات السوسن الذي يتكلم عن النقاوة والتواضع. اطلب من الرب أن يكون لك فكر المسيح، ممتلئ بأفكار الإيمان ولا يتسلط عليك أي أفكار ليست من الرب!
 كما كان يُـزين بالشباك: فتفكير المؤمن يجب أن يكون محصورًا في صيد النفوس وامتلاء الشباك بالسمك الكثير-  اطلب من الرب أن يُعطيك أفكار لصيد النفوس.
 وأيضا رأس العمود كان مزينـًا بالرمان الذي يتكلم عن الثمر الكثير أي أن خدمتي تكون مثمرة لمجد الرب.
وكان العمود مزينـًا أيضـًا بالسلاسل التي تتكلم عن رُبط المحبة التي ربطنا بها الرب "كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ" (هو٤:١١) الرب لا يشدنا مثل الحيوانات بل بلغة الحب يربطنا ولذلك لا يقول بولس أنه أسيرالسجن بل أسير يسوع المسيح. أشكر الرب لأن أفكار تجاهك كلها محبة حتي وأنت خاطيء -- لذلك من سيفصلني عن محبة المسيح ! سأحيا لمن أحبني وأسلم نفسه لأجلي وسـتـشـهد حياتي عن انتصار الرب لحسابي !
سـأحيا ثابتــًا وقويًّا


السبت، 29 يوليو 2017

فترات زمنيـة ضرورية - من عظة الثلاثاء ٢٧ - ٦- ٢٠١٧



يُـعرف سفر نحميا بسفر النهضة لأنه يتكلم عن نهضة شعب الرب بعد رجوعهم من السبي إلى الأرض التي تفيض لبنـًا وعسلاً ويتميّز هذا السفر بالفترات الزمنية وهي فترات هامة في حياة كل مؤمن وهي كالآتي :
أول فترة زمنية أربعة أشـهر : تتكلم عن الإعداد بالصلاة وعدم الاندفاع
"كَلاَمُ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا: حَدَثَ فِي شَهْرِ كَسْلُو(شهربين نوفمبر وديسمبر )  فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، أَنَّهُ جَاءَ حَنَانِي، وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِي، هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ يَهُوذَا، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْيَهُودِ الَّذِينَ نَجَوْا، الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ، وَعَنْ أُورُشَلِيمَ. فَقَالُوا لِي ... سُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ .... وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هذَا الرَّجُلِ لأَنِّي كُنْتُ سَاقِيًا لِلْمَلِكِ" (نح١: ١-١١)  وظل نحميا يصلي لمدة أربعة أشهر قبل أن يتكلم مع الملك لكي يرجع إلى أورشليم ليُـعيد بناء السور لأن أورشليم كانت في شرعظيم ولم تعد منفصلة عن العالم.  وهذا يُـمثـِل حالة كثير من المؤمنين أسوارهم منهدمة ممتلئين بالهـمْ حاملين مشاكلهم وعندهم محبة للمال مثل أهل العالم.  وأبواب السور (تتكلم عن القضاء والحكم في الأمور) محروقة بالنار أي لا يستطيعوا أن يتخذوا قرارات أو يصدروا أحكامـًا من الرب تجاه أمورهم الشخصية!!
هل نجح إبليس في حرق أبوابك وهدم أسـوارك ؟ إعلن إيمانك النهضة تحدث في حياتك وستسترد السور المهندم والأبواب المحروقة
عندما يشغلك الرب بالنهضة أو بعمل روحي من أجل امتداد ملكوت الرب صلِّ وصُم ( صلاة بتركيز وإيمان) كما صلى نحميا أربعة أشهـر.  استمر مصليـًا حتي تجد في قلبك الإيمان إن هذه الخطوة ستنجح حتى تشعر في قلبك إنه الوقت المناسـب.  كلما دخلت إلى المخدع تمتلك القدرة أن تعرف التوقـيتات الإلهية وتعرف التوقيت المناسب الذي تتحرك فيه – وهذا هو سـبب نجاح نحميا في حصوله على ما يحتاجه من الملك لبناء السور.
صلي نحميا مع رفقائه: فكلما كان الأمر مهمـًا أو كبيرًا كلما زاد احتياجك لصلاة إخوتك معك.  اطلب من إخوتك أن يُـشاركوك الصلاة وباسم الرب يسوع تحدث نهضة في بيوتنا وكنائسنا من أجل عمل الرب الغير عادي.  نصلي معـًا وإله السماء يعطينا النجاح  ونحرك السماء وننقل الجبال ونغير الأمور!!!
ثاني فترة زمنية ثلاثة أيام : فترة للإستجمام وللراحة ولترتيب الأمور
"فَجِئْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" (نح١١:٢) بعد الرحلة الطويلة الشاقة من بابل إلى أورشليم احتاج نحميا إلى ثلاثة أيام للراحة والاستجمام قبل أن يبدأ في بناء السور. ونحن أيضـًا نحتاج من وقت لآخر للإستجمام الروحي ( سبت كل أسبوع ) وهو سبت صغير للراحة الأسبوعية ونحتاج أيضـًا إلى سبت كبير أي إجازة كل عام وتأخذ فيها وقت اعتكاف مع الرب ومع الكتاب المقدس
اطلب من الرب أن يعطيك أفكار لكي يكون عندك ثلاثة أيام  ( وقت رمزي ) مختلفين وتأخذ فيهم إجازة من الشغل ليكون وقت لتجديد القوة والانتعاش بالروح القدس مثل أيام المؤتمرات الروحية
ثالث فترة زمنية اثنان وخمسـون يومـًا : فترة زمنية تعويضية
"وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْمًا. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا، سَقَطُوا كَثِيرًا فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلهِنَا عُمِلَ هذَا الْعَمَلُ" (نح١٥:٦-١٦) فتُصاب مملكة إبليس بصغر النفس بسبب النجاح الذي يؤيدنا به الرب لأنه يعطي بركة اسمها اختزال الوقت نتيجة للمرحـلة الأولى: الأربعة أشـهر من الصلاة التي سـبقت أي عمل قام به نحمـيا!
إتمام السـور في هذا الوقت القليل بهر العدو-  وباسم الرب يسوع تُـرى بركة الرب في حياتنا وتُـنجز أعمالاً في وقت قصير وتُبهر وتُزعج العدو، ويقال عنه إنه عمل الرب فتُصاب مملكة إبليس بصغر النفس.
رابع فترة زمنية ست ساعات: فترة زمنية لسماع كلمة الرب
"وَقَرَأَ فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ،... فَأَتَى عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ... وَقَرَأَ فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ... وَكَانَتْ آذَانُ كُلِّ الشَّعْبِ نَحْوَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ" (نح٨ : ١ -٣) اجتمع الشعب كرجل واحد في ساحة الماء لمدة ست ساعات حسب التوقيتات اليهودية  للاستماع لكلمة الرب ونحن في احتياج أن نجلس مع الكلمة مدة طويلة من حين لآخـر ويعمـل فينا الروح ليخرجنا خارج ساعات الزمن ونحتاج أيضـًا أن يكون عندنا نهم للكلمة والنتيجة بارك عزرا الشعب وقال لهم "اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً ... وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ" (نح١٠:٨) الكلمة تجعلك في عيد وتختبر فرح الرب وتسبح الرب مستخدمـًا الأبواق. يبدأ هتاف البوق بالكلمة وينتهي بالعطاء بفرح.  توقع من الرب زيارة بالروح القدس تشغلك بالكلمة و حتمـًا ستجد نفسك فرحان وقوي!!
خامس فترة زمنية ربع النهار أي ثلاث ساعات : فترة للانفصال عن الغرباء
"وَأَقَامُوا فِي مَكَانِهِمْ وَقَرَأُوا فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِهِمْ رُبْعَ النَّهَارِ ،  وَفِي الرُّبْعِ الآخَرِ كَانُوا يَحْمَدُونَ وَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ إِلهِهِمْ" (نح٣:٩)  في هذا الوقت انفصلوا فيه عن جميع بني الغرباء لكي يُـصلّـوا ويعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم (الأمور المتوارثة ) ويسمعوا الكلمة ويحمدوا ويسبحوا الرب.  ونحن أيضـًا نحتاج لحضور اجتماعات تسبيح للرب ننطلق فيها للسجود وحمد الرب والاعتراف بخطايانا!!




الأحد، 23 يوليو 2017

أسـد يهوذا - من عظة الثلاثاء ٩–٥-٢٠١٧


"اَللهُ مَعْرُوفٌ فِي يَهُوذَا. اسْمُهُ عَظِيمٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كَانَتْ فِي سَالِيمَ مِظَلَّتُهُ، وَمَسْكَنُهُ فِي صِهْيَوْنَ.  هُنَاكَ سَحَقَ الْقِسِيَّ الْبَارِقَةَ. الْمِجَنَّ وَالسَّيْفَ وَالْقِتَالَ. " (مزمور ٧٦: ١-٣) هذا المزمور يُـلقب أسد يهوذا لأنه يتكلم عن الرب يسوع أسد يهوذا الذي يسكن وسط المؤمنين الحقيقيين لذلك يقول كانت في ساليم ( أورشليم ) مظلته ومسكنه في صهيون -  وكلمة مسكنه في الأصل اليوناني تطلق على عرين الأسد.
"فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ،.... لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ،... مُسْتَحِقٌ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ!" (رؤ٥:٥، ٩، ١٢) الرب يسوع هو الخروف المذبوح الذي ذبح على الصليب من أجلك لكي تكون لك الحياة الأبدية، فدمه فيه كل الكفاية لتطهير كل الخطايا،  عندما يشتكي عليّ إبليس بسـبب خطايا الماضي، أنظر إلى الدم وأعلن أن خطاياي محاها الدم ولذلك لي كل البركات بسبب إيماني بهذا الدم الثمين . والرب يسوع هو أيضـًا أسد يهوذا المنتصر في مواجهة إبليس!!
مزمور ٧٦ يعلن الانتصار وإرسال الرعب لمملكة إبليس.  المؤمن لا يخاف من الأرواح الشريرة ولا من السحر أو من الحسد طالما اعترف بخطاياه وآمـن بالدم لـغـفران الخطايا!  لأنـه قد غلب الأسد لذلك هو مرعب لإبليس ولمملكته ويستطيع أن يقاوم إبليس فيهرب منه "قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ " (يعقوب ٧:٤)
"اَللهُ مَعْرُوفٌ فِي يَهُوذَا"  الله معروف وسط المؤمنين الحقيقين  لأنه يسكن وسطهم والنتيجة سحق لكل أسلحة إبليس: القسي البارقة، المجن، والسيف، والقتال.  ونحـن أيضـًا نعلن إيماننا إنه في إجتماعانا حول الرب يسوع نرى الرب يسحق أسلحة إبليس ويسحق مملكة الظلمة!!
" أَبْهَى أَنْتَ، أَمْجَدُ مِنْ جِبَالِ السَّلَبِ. سُلِبَ أَشِدَّاءُ الْقَلْبِ. نَامُوا سِنَتَهُمْ. كُلُّ رِجَالِ الْبَأْسِ لَمْ يَجِدُوا أَيْدِيَهُمْ. مِنِ انْتِهَارِكَ يَا إِلهَ يَعْقُوبَ يُسَبَّخُ فَارِسٌ وَخَيْلٌ أَنْتَ مَهُوبٌ أَنْتَ. فَمَنْ يَقِفُ قُدَّامَكَ حَالَ غَضَبِكَ؟" (مزمور ٧٦: ٤-٧)  الرب أعظم من جبال الأعداء الذين كانوا يخبئون فيها غنائمهم ومجد الرب أعظم من جبال إبليس – إذا كنت ضعيفــًا مثل يعقوب فعندك إله عظيم لذلك يهرب إبليس من أمامك عندما تجتمع مع إخوتك المؤمنين حول أسد يهوذا المهوب الذي ينتهر إبليس ويرعبه!!
"الرَّبُّ مِنَ الْعَلاَءِ يُزَمْجِرُ، وَمِنْ مَسْكَنِ قُدْسِهِ يُطْلِقُ صَوْتَهُ، يَزْأَرُ زَئِيرًا " (إرميا ٣٠:٢٥)  الرب يُـرعب بصوته الأعداء فتهرب أرواح المرض وأرواح النجاسة والحزن وأرواح الخصام عندما نجتمع معـًا وندخل إلى قدس الأقداس بدم يسوع!  آمن أن أي أرواح شريرة متعلقـة بك تهرب عندما تذهـب إلى الاجتماع الروحي مرتعبة من صوت أسد يهوذا !!
"وَالرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ يُزَمْجِرُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ يُعْطِي صَوْتَهُ، فَتَرْجُفُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ. وَلكِنَّ الرَّبَّ مَلْجَأٌ لِشَعْبِهِ، وَحِصْنٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ". (يوئيل ١٦:٣) الرب أسد يهوذا  لحمايتك فهو ملجأ لك  ... يأمر إبليس أن يهرب من أمامك عندما يزمجر في اجتماعنا حوله !!
"وَرَاءَ الرَّبِّ يَمْشُونَ. كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ. فَإِنَّهُ يُزَمْجِرُ فَيُسْرِعُ الْبَنُونَ مِنَ الْبَحْرِ." (هوشع١٠:١١)  الرب يحميك ويبعد عنك الأرواح الشريرة فتجري في مشيئته وتجري من أجل الملكوت وتكون فعالاً لا تخاف لأنك ترى أسد يهوذا وتمشي وراءه مرعبـًا لكل  قوى الشـر التي ضدك !!
"الأَسَدُ قَدْ زَمْجَرَ، فَمَنْ لاَ يَخَافُ؟"  (عاموس٨:٣)  لابد أن يخاف الشيطان منا عندما نجتمـع معـًا ونسـبح الرب معـًا طالبين من الرب أن يُـزمجر في اجتماعاتنا فتخاف الأرواح الشريرة وتهرب من أمامنا ... كل من وُلِـد من الله يغلب العـالـم !!
نعم أسد يحميني وأسد يرعب أعدائي هللويا!!!

الأحد، 25 يونيو 2017

يد الرب عليَّ - من عظة وكانت عليه يد الرب – الأراضي المقدسـة ٢٠١٧ عظة الجمعة صباحـًا


"فَذَهَبَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَمَلِكُ يَهُوذَا وَمَلِكُ أَدُومَ وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي تَبِعَتْهُمْ" (٢مل٩:٣)  نشـأت شركة غير نقية بين ملك يهوذا الذي يعبد الرب مع ملك إسرائيل الذي كان بعيدًا عن الرب مما أدى إلى تعرضهم جميـعـًا للخطر. ساروا في الطريق الخطأ -فلم يكن هناك ماءً للجيش ولا للبهائم وتعرضت حياتهم للخطر -- احذر العلاقات والمساعدات الغير نقية  "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟... وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟... لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ.... وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ" (٢كو ٦: ١٤، ١٥، ١٧، ١٨)  فعندما تخضع للكلمة وتتحرر من العلاقات الغير نقية تتمتع بأبوة الرب لك لذلك "لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ" (٢كو١:٧)
عندما شعر يهوشافاط في ذلك الوقت بالخطر طلب مساعدة الرب عن طريق النبي أليشع لأنه يؤمن أن الرب قادر أن يُـصحح أخطاءه وعندما أتى أليشـع قال "وَالآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ . وَلَمَّا ضَرَبَ الْعَوَّادُ بِالْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ الرَّبِّ" (٢مل١٥:٣) وتكلم أليشع بكلام نبوي "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَرَوْنَ رِيحًا وَلاَ تَرَوْنَ مَطَرًا وَهذَا الْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. وَذلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" (٢مل ٣: ١٧، ١٨) وكانت يد الرب على أليشع فتكلم بكلام نبوي فيه إنقاذ للجيش والبهائم بطريقة غير متوقعة وهذه الكلمة النبوية أتت عندما ضرب العواد بالعود فأتت يد الرب على أليشع. لقد كان هذا العواد هو مفتاح الإنقاذ العظيم واستخدم الرب عزفه لتغيير الأجواء الصعبة التي نشـأت بسبب الشركة الخطأ.  يستخدم الرب العزف الممسوح بالروح القدس كما استخدم عزف داود مع الملك شاول قبل ذلك بسـنوات كثيرة!
استخدم الرب العواد والموسيقي والكلمة النبوية من خلال أليشع لإنقاذ هؤلاء من الموت. وأنت أيضـًا آمن أن الرب سيستخدمك أكثر من أي وقت مضى في إنقاذ كثيرين من الموت وسترى مياه الروح القدس المنقذة للموتى والقتلى -بسبب الخطية- وإعلن إيمانك أن يد الرب تأتي عليك نتيجة للعزف والموسيقي الروحية وتأتي عليك قوة الروح القدس فيضع الرب يده عليك وتتكلم بكلام نبوي حقيقي ويرسلك الرب إلى الأماكن المظلمة فتضيئها بنوره العجيب وتنقذ الناس من يد إبليس!!
في سفر حزقيال نرى يد الرب تأتي أكثر من مرة على حزقيال - إذا كانت يد الرب قد أتت عليك من قبل واستطعت أن تقوم بأشياء كنت لا تستطيع أن تقوم بها،  آمن أن ذلك سيتكرر معك كثيرًا وأن اختبارات الروح القدس الحقيقية ستتكرر!
" كَانَتْ عَلَيَّ يَدُ الرَّبِّ، فَأَخْرَجَني بِرُوحِ الرَّبِّ وَأَنْزَلَنِي فِي وَسْطِ الْبُقْعَةِ وَهِيَ مَلآنَةٌ عِظَامًا، وَأَمَرَّنِي عَلَيْهَا مِنْ حَوْلِهَا وَإِذَا هِيَ كَثِيرَةٌ جِدًّا عَلَى وَجْهِ الْبُقْعَةِ، وَإِذَا هِيَ يَابِسَةٌ جِدًّا... فَقَالَ لِي: «تَنَبَّأْ عَلَى هذِهِ الْعِظَامِ... هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِهذِهِ الْعِظَامِ: هأَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيَوْنَ." (حز ٣٧: ١-٥)  كانت يد الرب على حزقيال النبي فرأى حقيقة الشعب إنه عظام يابسة جدًا ورأي احتياج الناس وأنت أيضـًا آمـن أن يد الرب تكون عليك لكي تخرج من ذاتك وانحصارك في أمورك ومشاكلك لترى احتياجات الناس الحقيقية والروح القدس يعطيك القدرة لإحياء العظام اليابسة وتقول لها كلمات نبوية وتعلن لها صوت الرب الذي يحُي العظام "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْن"( يو٢٥:٥).
"وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ" (١مل٤٦:١٨)  يد الرب على إيليا جددت قوته "وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ" (إش٣١:٤٠)  يستبدل الرب دائـمـًا الضعف بالقوة ويزيل الإعياء النفسي. كان إيليا تحت الآلام مثلنا أصيب بالإعياء بعد المجهود الكبير من قتل أنبياء البعل والصلاة من أجل المطر فكانت يد الرب عليه: شدّ حقوية وجرى مسافة ليست بـقصيرة أمام مركبة آخاب. ونحن بالمثـل تأتي علينا  يد الرب فتجدد قوتنا وتُـزيل منا الإعياء النفسي والجسدي فنجري في خدمة الرب ، نجري أسرع من إبليس ونفتدي الوقت لأن الأيام شريرة -- وننطلق مع الرب !!
قـل لنفسـك:  نعم يد الرب عليّ ليستخدمني في إنقاذ الكثيرين
 ويجدد كالنسر شبابي
فأجري بسرعة في أمور الرب


الأحد، 14 مايو 2017

من ألقابنا العظيمة: الملوك - من سلسـلة ألقابنا العظيمة –٢٧-١٢- ٢٠١٦


"الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ" (رؤ ١: ٥-٦) أحد ألقاب المؤمن في العهد الجديد هو الملك فهو ملك أمام الخطية وأمام الظروف والأحداث وهوملك سيملك مع الرب في الملك الألفي وهو ملك أمام إبليس!
 ملك ضد الخطية :
"لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!" (رو١٧:٥). ويقول أيضـًا في (رو١٤:٦) "فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ،" بسبب سقوط آدم سيطرت الخطية على الجنس البشري ولكن بإيماننا بالرب يسوع لا تسيطر الخطية علينا لأن سلطان الخطية انكسر والعبودية للخطيـة انتهت والآب يرانا أبرار لذلك سنملك في هذه الحياة بالرب يسوع.  أنت الذي تملك ولا تملك عليك الخطية فلا تقبل أن تملك عليك أي خطية بل ارفضها معلنــًا الحق أن مُلك الخطية انتهى وسلطانها انكسر بسبب ما عمله الرب من أجلي على الصليب وقد غسلني بدمه الثمين الذي يطهر من كل خطيةً.
"لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ" (رو٢:٨) الخطية (ناموس أو قانون الخطية ) تجعل الانسان تحت العبودية، و لكن قوة الروح القدس(ناموس أو قانون روح الحياة ) يجعلني أقوى من الخطية  ويجعلني أحيا كملك أمام الخطية  قادرًا أن أحلق عاليــًا .  لذلك قُـل أنا ملك منتصر ويعظم انتصاري !!
ملك أمام الاحداث وظروف الحياة :
"فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُوم" (تك١٦:١) .النور الأكبر يتكلم عن الشمس ويرمز للرب الذي يعمل بنا نحن النور الأصغر القمر الذي يعكس نور الرب فنضئ ليل العالم  ونكون ملوكــًا أمام الظروف والأحداث.
"وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" (تك١:٢٦) أنت تحكُم وتُسيطر على الأحداث والظروف فتكون خاضعة لك لأنـك في علاقة مع الرب فتعمل لخيرك لأنك تستطيع أن تُصلي بإيمان  فتنقل الجبال وتكون دائمـًا في الارتفاع وسائرًا من قوة إلى قوة "وَيَجْعَلُكَ الرَّبُّ رَأْسًا لاَ ذَنَبًا" (تث١٣:٢٨) أنت الذي تقود ولا تـُقاد عندما تكون في شركة مع الرب، وأنت الذي تتحكم في الظروف ولا تتحكم فيك الظروف "وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ" (مز١٤:٤٩) يحيا المؤمن كملك: بصلاته وبإيمانه يسود على الأشرار طالما ظل رافضـًا خطاياه، وبصلاته يعزل ملوكــًا وينصب ملوكــًا !
ملك مع الرب في الملك الألفي :
"وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ،وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ٥ : ٩ ، ١٠ ) في النهاية سنملك مع الرب على هذه الأرض ويقول أيضـًا "مَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ" (رؤ٢٦:٢) وسيتحقق هذا في الملك الألفي.
ملك أمام إبليس :
لايقدر إبليس أن يأمرك بل أنت الذي تنتهره وتأمره بسلطان الملك أن يهرب من أمامك "اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ" (أم١:٢٨) تكون كالملك الذي لا يُـقاوَم لذلك لابد أن ترى نفسك في المسيح ملك وعلى إبليس أن يخضع لك.
"حَيْثُ تَكُونُ كَلِمَةُ الْمَلِكِ فَهُنَاكَ سُلْطَانٌ" (جا٤:٨) في عالم الروح أنت ملك لك سلطان على الأرواح الشريرة مثل أرواح المرض والنجاسة والخصام والضلال لأنه يقول "هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ." (لو١٩:١٠)
"وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أف٦:٢) لابد أن ترى نفسك فوق كل رياسة وسلطان وقوة لأنك في مكانة أعلى مع المسيح يسوع.  قاوم إبليس الذي يحاربك كما فعل الرب يسوع في التجربة علي الجبل وقال له اذهب يا شيطان وحاربه  كملك مستخدمـًا الآيات فتأمره أن يذهب بعيدًا عنك!
عِش كملك أمام الخطية والخطية لن تسودك، وكملك أمام الأحداث بصلاتك تنقل الجبال!
وإعلن سلطانك على إبليس وقاومه فيهرب من أمامك ولا تسمح له أن يُخيفك!
واعلم أنك ستملك في النهاية على الأرض!