الاثنين، 12 سبتمبر 2016

لن تكون وحيدًا


يسرد تك ٢٨ قصة يعقوب وهو هارب من أخيه عيسو ذاهبـًا إلى خاله لابان.  غربت الشمس وهو فى الطريق وبسبب الخوف بات خارج تجمع الناس في العراء وحيدًا يعاني من الإحساس بالذنب. ويعقوب في هذه القصة يُمَثل الإنسان الوحيد الذي لا يجد من يفهمه أو يُـقدِّر ظروفه والذي يعاني من الإحساس بالذنب منطويـًا ومتروكـًا بسبب حياة الخطية، لأنه مكتوب "إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ" (١يو٧:١)
"وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ.... وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ" (تك ٢٨: ١٢، ١٣، ١٥) يهتم الرب أن يعالج أولاً الإحساس بالوحدة والإحساس بالذنب أو بالفشل لأن الرب لا يريد أن يؤدبنا ونحن نشعر بالذنب ولكنه يؤدب ويُعلِّم الدروس وهو معنا لأنه يحبنا، فقوله أنا إله إبراهيم وإله اسحق يعني أنه إله الوعود الذي أعطى الوعود لإبراهيم واسحق - ويعقوب إمتداد لهذا الوعد وسوف يحقق معه الوعد بالرغم من أنه مذنب.  وهنا يظهر عمل النعمة فمع النعمة توجد عصا التأديب لكي لا يتكرر الخطأ
في أي وقت تشعر فيه بالوحدة اقرأ الآيات التي تتحدث عن ميراثك كواحد من أولاد الله وافرح بالإمتيازات التي لك وسوف يحقق الرب وعوده "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ" (١بط٣:١-٥) واشكر الرب لأنه إذا خذلك الناس فالرب لن يخذلك وإذا خذلتك الظروف فالرب أمين معك لن يخذلك أبدًا.  وإذا كنت شاعر بالوحدة تذكر أن الرب الذى يقول لك أنا الذى قبلتك وولدتك ولادة ثانية وأعطيك ميراث محفوظ لك لن اتركك فى هذه المحنة ولن تفقد البنوية أبدًا لأن عدم أمانتنا لا تبطل أمانة الرب. يتعامل معنا الرب كأب فهو يستخدم عصا التأديب ولكنه لا يتركنا ويظل معنا ويحفظنا حيثما نذهب لذا لا نُـدمر!
فىي أى وقت تشعر أنك وحيد تذكر أنه يوجد سلم فاتح لك السماء وعليه ملائكة صاعدة ونازلة عليه لخدمتك ولحمايتك ولتسهيل أمورك وتذكر أن الرب معك حتى إن كنت لا تشعر به  "وَقَالَ لَهُ: ’الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ ‘"( يو٥١:١) آى الرب يقول لك أنا طريقك إلى السماء وأنا هو الطريق وأنا هو الباب وأنا السلم للسماء وأنا الوسيط للسماء بسبب ذهابي إلى الصليب وموتي من أجلك!!
فعندما تقبل الرب مخلصـًا شخصيـًا في حياتك وتكون لك علاقة حقيقية معه ستكون الأرض متصلة بالسماء فى حياتك و بسـبب وجود الرب في حياتك تأتي الملائكة بالبركات لك من السماء وتذهب بأخبارك إلى السماء على السلم الحقيـقي (الرب يسوع)
رؤيا يعقوب هى رؤيا لكل مؤمن فلكل مؤمن الحق أن يتمتع بالسماء والصلوات المستجابة ويتمتع بالملائكة الصاعدة والهابطة عليه! 
إن علاج الإحساس بالوحدة هو أن ترى أن الرب معك وتثق أنك ابن لن تفقد بنويتك أبدًا ولك ميراث لايتدنس ولا يضمحل وفي مكان التعب يوجد سلم عليه ملائكة لخدمتك ولراحتك ولمساعدتك

الخميس، 1 سبتمبر 2016

سـلامٌ لك



"وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: "سَلاَمٌ لَكُمْ!" وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ." (يو١٩:٢٠، ٢٠) يتكلم يوحنا عن الرب القائم من الأموات - ذهب إلى الصليب دافعـًا ثمن أبديتي حاملاً ذنوبي وأمراضي ولعناتي وأحزاني "لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا ... وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا." (إش ٤:٥٣، ٥)... وهنا يقول الرب للتلاميذ سلام لكم فالرب يريدك ملآن سلام في كل الظروف لأنه يتعامل معك بالنعمة الغنية - فقط تعال إليه معترفـًا بخطاياك وافتح قلبك له.
أحد التلاميذ أنكر الرب وجميعهم هربوا واجتمعوا فى مكان مغلق الأبواب نتيجة الخوف فجاء لهم يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم.
السلام لكم الأولى فى مواجهة الخوف
الرب يأتي إليك ويقول سلام لك لا تخف، أنا قادر أن أعطيك سلام يطرد من داخلك الخوف سواء خوف من المستقبل أو خوف من أمراض أو من أمور مالية أو من أمور فى العمل أو من فشل أو من نتائج قرارات خاطئة أخذتها !
وقف يسوع فى الوسط  (فى المركز) وأرآهم يديه التي تعمل معنا بقوة وآراهم أيضًا جنبه المطعون الذى يتكلم عن قلب الرب المحب الذى كُسِر على الصليب من أجلنا كأنه يقول لهم لماذا أنتم خائفون ، فمحبتي وقوتي عظيمة، يديّ كم شفت مرضى - أستطيع كل شئ ولا يعسر عليّ أمر! تعال للرب بأي خوف داخلك  وهو سوف يكشف لك كم يحبك  فلا يغلبك الخوف بل يملأك سلام الرب وتتحول من الحزن الى الفرح بقوة الروح القدس
السلام لكم الثانية لكى يطلقك لخدمة الرب
"فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: "سَلاَمٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا".( يو٢١:٢٠ ) الرب يقول لك احمل نيري عليك لأن نيري هين وحملي خفيف وأنا أعطيك القوة فلن تحيا كالآمس ضعيفـًا بل قادرًا أن تحتمل المشقات كجندي صالح فى جيش الرب وستختبر سلام الرب و توصله لبيوت كثيرة.  هو الذى سيعطيك الدور الذى تقوم به، قل له هاأنذا أرسلني -لأنك غسلتني بالدم فأصبحت إنسانـًا جديدًا- أرسلني يارب مؤيدًا بالقوة وبالحكمة محميًا بالملائكة والرب يقول لك لا تخف أنا أعطيك سلامي وحتى لو تعبت سوف يكون تعبـًا لذيذًا أنا أعتني بك!
السلام لكم الثالثة فى مواجهه حروب الشك
"وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكُمْ!." ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا". أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: "رَبِّي وَإِلهِي!" (يو٢٦:٢٠ -٢٨)  لم يكن توما مع التلاميذ في ظهورات الرب السابقة ولم يُصدق التلاميذ عندما قالوا له أنهم رأوا الرب.  وجودنا في الاجتماعات الروحية وعمل الروح القدس من خلالها يضمن الانتصار على حروب التشكيك
والسلام هنا هو للتحرير من عدم الإيمان والشك.  إن غياب الإيمان يفقدنا السلام،  ولكن الرب بالكلمة يخلق داخلنا إيمان ويعمل فينا بالروح القدس فنتحول إلى أشخاص ممتلئين يقين قلبي بوعود الرب وإن عنده مخارج للموت وقادر أن يحرر من كل القيود والشك وأنه دائمـًا يُخرج من الجافي حلاوة.
"الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (١بط٨:١) لذلك صل للرب وقل له زد إيماني لكى أحيا حياة الفرح وقل له أنت شفائي وراحتي ومعونتي وقوتي، أنت لست سلامي فقط بل فرحي أيضـًا!
أشكرك يارب لأنك أحببتني وأعطيتني سلامك الذى يفوق كل عقل وحررتني من الخوف وأرسلتني لكي أعمل فى كرمك وأعطيتنى وعودك الثمينة لكي أنتصر بها على حروب التشكيك وملأتني بالفرح بقوة الروح القدس