"وَأَوْقَفَ
الْعَمُودَيْنِ أَمَامَ الْهَيْكَلِ، وَاحِدًا عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدًا عَنِ
الْيَسَارِ، وَدَعَا اسْمَ الأَيْمَنِ "يَاكِينَ" وَاسْمَ
الأَيْسَرِ"بُوعَز" (٢أخ ٣: ١٧) مشيئة الرب لكل مؤمـن أن يكون عمودًا
ثابتًا ( ياكين) وقويًّا ( بوعز )
يقول الرب لإرميا "أَمَّا أَنْتَ فَنَطِّقْ حَقْوَيْكَ وَقُمْ
وَكَلِّمْهُمْ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. لاَ تَرْتَعْ مِنْ وُجُوهِهِمْ لِئَلاَّ
أُرِيعَكَ أَمَامَهُمْ. هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ
الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ
الأَرْضِ" (إر ١: ١٧، ١٨) الرب جعل إرميا عمود نحاس ثابتـًا وقويًّا أمام المواجهات الصعبة.
مع الرب تتحـول ودائرة الضعف إلى دائرة القوة بقوة الروح القدس والنتيجة "فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ
يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ" (إر١٨:١)
يصف الرسول بولس يعقوب وبطرس
ويوحنا بالأعمدة "فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ
وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ" (غل٩:٢)
ويصف الرسول بولس كنيسة المؤمنين بالعمود "وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أُبْطِئُ، فَلِكَيْ تَعْلَمَ كَيْفَ يَجِبُ
أَنْ تَتَصَرَّفَ فِي بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ،
عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُه" (١تي١٥:٣)
يصف الكتاب العمودين الذين
عملهما سليمان الملك أمام الهيكل ويقول إن طول كل واحد منهما ثمانية (٨) أمتار من
النحاس وله تاج ( رأس ) جميل. والرب يريد
أن أكون مثل هذا العمود (ياكين ) ثابتـًا أمام الريح مثل يوحنا المعمدان الذي لم
يكن قصبة تحركها الريح وأكون أيضـًا عمودًا ثابتـًا أقول أنا للمسيح مهما حدث
وسأظل له طول حياتي لأنه أحبني واشتراني وبذل نفسه من أجلي. لا تقدر أي رياح أن تبعدني عن الدعوة! وأيضا الكنيسة معـًا عمود قوي لا يتزعزع مهما
كانت الضغوط والمواجهات !!
كما يريد الرب للمؤمن أن يكون مثل العمود الآخر
( بوعز ) قويـًا لأن بوعز كان زوج راعوث الذي يرمز إلى الرب يسوع ... قوتي من الرب
وليست مني لذا إعلن أنا عمود نحاس ثابتـًا
وقويـًّا والرب يكافيء ثباتنا "أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي،
وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي
مَلَكُوتًا" (لو٢٢ :٢٨ ،٢٩)
"أَمَّا
الْعَمُودَانِ فَكَانَ طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا،
وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِهِ، وَغِلَظُهُ أَرْبَعُ
أَصَابِعَ، وَهُوَ أَجْوَفُ" (إر٢١:٥٢) هنا يصف
العمود أن طوله حوالي ثمانية أمتار وهو دائري أجوف وسُمك الجدار أربع أصابع من
النحاس فالعمود قوي بأقل كمية من النحاس ونحن أيضـًا يستخدم الرب إمكانياتنا
الصغيرة ليعمـل بها أمورًا عظيمة فقل أنا بالرب عمود قوي أنا ياكين ثابت، لديّ قوة
الروح القدس لأن القوة ليست بكم النحاس لأنه لا بالقوة ولا بالقدرة ولكن في حكمة
الرب التي ظهرت في تصميم العمود. وعمليـًا
نقدر أن نقول أن اثنين أو ثلاثة يُصلوا معـًا يستطيعوا أن يزلزلوا مملكة الظلمة. ومع بولس الرسول نقول حينما أنا ضعيف حينئذ أنا
قوي لأن الرب قال تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل!!
"وَمِنْ
طَبْحَةَ وَخُونَ مَدِينَتَيْ هَدَرَ عَزَرَ أَخَذَ دَاوُدُ نُحَاسًا كَثِيرًا
جِدًّا صَنَعَ مِنْهُ سُلَيْمَانُ بَحْرَ النُّحَاسِ وَالأَعْمِدَةَ وَآنِيَةَ
النُّحَاسِ" (١أخ ٨:١٨) عمل سليمان
الأعمدة من غنيمة داود. وهنا تتكلم عن الانتصار فقد حصل عليها داود نتيجة لانتصاره علي
الأعداء. وحياتي تتكلم عن انتصاري علي
إبليس بسبب انتصار الرب في معركة الجلحثة التي بها انتزعنا من فم الأسد ونقلنا من
سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبته وجعلنا ثابتتين في ملكوته !!
"فِي غَوْرِ الأُرْدُنِّ سَبَكَهَا الْمَلِكُ فِي أَرْضِ
الْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ" (٢أخ ١٧:٤) أخذ الملك سليمان النحاس وسـبكه في منطقة بعيدة عن أورشليم تُـسمى
بأرض الخزف. والرب يشكلنا لأننا نحن عمله ويأخذنا إلى منطقة بعيدة صعبة مستخدمـًا
الظروف في تشكيلنا كما أخذ موسـى للبرية وبطرس للسجن. يستخدم الرب الاجتماعات
الروحية (في أورشليم) وأيضـًا عمـلك وظروفك (أرض الخزف) لكي تكون عمودًا ثابتـًا
وقويًّا أمام الهيكل الحقيقي.
يُزين كل عمود تاجـًا (رأس) من النحاس جميلاً
مزخرفـًا برسومات جميلة وهو يمثل ذهن المؤمن الذي يجب أن يكون نقيـًا، له فكر
المسيح خاليـًا من أفكار الطمع والهم والنجاسة والخوف لأنه عمود للرب ولذلك كان
التاج مزينـًا بنبات السوسن الذي يتكلم عن النقاوة والتواضع. اطلب من الرب أن يكون
لك فكر المسيح، ممتلئ بأفكار الإيمان ولا يتسلط عليك أي أفكار ليست من الرب!
كما
كان يُـزين بالشباك: فتفكير المؤمن يجب أن يكون محصورًا في صيد النفوس وامتلاء
الشباك بالسمك الكثير- اطلب من الرب أن يُعطيك
أفكار لصيد النفوس.
وأيضا
رأس العمود كان مزينـًا بالرمان الذي يتكلم عن الثمر الكثير أي أن خدمتي تكون مثمرة
لمجد الرب.
وكان العمود مزينـًا أيضـًا بالسلاسل التي
تتكلم عن رُبط المحبة التي ربطنا بها الرب "كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ
بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ" (هو٤:١١) الرب لا يشدنا مثل الحيوانات بل بلغة الحب يربطنا ولذلك لا يقول
بولس أنه أسيرالسجن بل أسير يسوع المسيح. أشكر الرب لأن أفكار تجاهك كلها محبة حتي
وأنت خاطيء -- لذلك من سيفصلني عن محبة المسيح ! سأحيا لمن أحبني وأسلم نفسه لأجلي
وسـتـشـهد حياتي عن انتصار الرب لحسابي !
سـأحيا ثابتــًا
وقويًّا