يُـعرف سفر نحميا بسفر النهضة لأنه يتكلم عن نهضة شعب الرب بعد رجوعهم من
السبي إلى الأرض التي تفيض لبنـًا وعسلاً ويتميّز هذا السفر بالفترات الزمنية
وهي فترات هامة في حياة كل مؤمن وهي كالآتي :
أول فترة زمنية أربعة أشـهر : تتكلم عن الإعداد
بالصلاة وعدم الاندفاع
"كَلاَمُ نَحَمْيَا بْنِ حَكَلْيَا: حَدَثَ فِي
شَهْرِ كَسْلُو(شهربين نوفمبر وديسمبر ) فِي السَّنَةِ
الْعِشْرِينَ، بَيْنَمَا كُنْتُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ، أَنَّهُ جَاءَ حَنَانِي، وَاحِدٌ مِنْ إِخْوَتِي، هُوَ
وَرِجَالٌ مِنْ يَهُوذَا، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْيَهُودِ الَّذِينَ نَجَوْا،
الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ، وَعَنْ أُورُشَلِيمَ.
فَقَالُوا لِي ...
سُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ، وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ
وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ .... وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هذَا
الرَّجُلِ لأَنِّي كُنْتُ سَاقِيًا لِلْمَلِكِ" (نح١: ١-١١) وظل نحميا يصلي لمدة أربعة أشهر قبل أن يتكلم مع الملك لكي يرجع إلى
أورشليم ليُـعيد بناء السور لأن أورشليم كانت في شرعظيم ولم تعد منفصلة عن
العالم. وهذا يُـمثـِل حالة كثير من
المؤمنين أسوارهم منهدمة ممتلئين بالهـمْ حاملين مشاكلهم وعندهم محبة للمال مثل
أهل العالم. وأبواب السور (تتكلم عن
القضاء والحكم في الأمور) محروقة بالنار أي لا يستطيعوا أن يتخذوا قرارات أو
يصدروا أحكامـًا من الرب تجاه أمورهم الشخصية!!
هل نجح إبليس في حرق أبوابك وهدم أسـوارك ؟ إعلن
إيمانك النهضة تحدث في حياتك وستسترد السور المهندم والأبواب المحروقة
عندما يشغلك الرب بالنهضة أو بعمل روحي من أجل
امتداد ملكوت الرب صلِّ وصُم ( صلاة بتركيز وإيمان) كما صلى نحميا أربعة أشهـر. استمر مصليـًا حتي تجد في قلبك الإيمان إن هذه
الخطوة ستنجح حتى تشعر في قلبك إنه الوقت المناسـب. كلما دخلت إلى المخدع تمتلك القدرة أن تعرف
التوقـيتات الإلهية وتعرف التوقيت المناسب الذي تتحرك فيه – وهذا هو سـبب نجاح
نحميا في حصوله على ما يحتاجه من الملك لبناء السور.
صلي نحميا مع رفقائه: فكلما كان الأمر مهمـًا
أو كبيرًا كلما زاد احتياجك لصلاة إخوتك معك. اطلب من إخوتك أن يُـشاركوك الصلاة وباسم الرب
يسوع تحدث نهضة في بيوتنا وكنائسنا من أجل عمل الرب الغير عادي. نصلي معـًا وإله السماء يعطينا النجاح ونحرك السماء وننقل الجبال ونغير الأمور!!!
ثاني فترة زمنية ثلاثة أيام : فترة للإستجمام
وللراحة ولترتيب الأمور
"فَجِئْتُ
إِلَى أُورُشَلِيمَ وَكُنْتُ هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" (نح١١:٢) بعد الرحلة الطويلة الشاقة من بابل إلى أورشليم احتاج نحميا إلى ثلاثة
أيام للراحة والاستجمام قبل أن يبدأ في بناء السور. ونحن أيضـًا نحتاج من وقت لآخر
للإستجمام الروحي ( سبت كل أسبوع ) وهو سبت صغير للراحة الأسبوعية ونحتاج أيضـًا إلى
سبت كبير أي إجازة كل عام وتأخذ فيها وقت اعتكاف مع الرب ومع الكتاب المقدس
اطلب من الرب أن يعطيك أفكار لكي يكون عندك
ثلاثة أيام ( وقت رمزي ) مختلفين وتأخذ
فيهم إجازة من الشغل ليكون وقت لتجديد القوة والانتعاش بالروح القدس مثل أيام
المؤتمرات الروحية
ثالث فترة زمنية اثنان وخمسـون يومـًا : فترة
زمنية تعويضية
"وَكَمِلَ
السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، فِي اثْنَيْنِ
وَخَمْسِينَ يَوْمًا. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى
جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا، سَقَطُوا كَثِيرًا فِي أَعْيُنِ
أَنْفُسِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلهِنَا عُمِلَ هذَا الْعَمَلُ"
(نح١٥:٦-١٦) فتُصاب مملكة إبليس
بصغر النفس بسبب
النجاح الذي يؤيدنا به الرب لأنه يعطي بركة اسمها اختزال الوقت نتيجة للمرحـلة
الأولى: الأربعة أشـهر من الصلاة التي سـبقت أي عمل قام به نحمـيا!
إتمام السـور في هذا الوقت
القليل بهر العدو- وباسم الرب يسوع تُـرى بركة الرب في حياتنا وتُـنجز
أعمالاً في وقت قصير وتُبهر وتُزعج العدو، ويقال عنه إنه عمل الرب فتُصاب مملكة إبليس
بصغر النفس.
رابع فترة زمنية ست ساعات: فترة زمنية لسماع
كلمة الرب
"وَقَرَأَ فِيهَا
أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ
النَّهَارِ،... فَأَتَى
عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ... وَقَرَأَ
فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى
نِصْفِ النَّهَارِ ... وَكَانَتْ آذَانُ
كُلِّ الشَّعْبِ نَحْوَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ" (نح٨ : ١ -٣) اجتمع الشعب كرجل واحد في ساحة
الماء لمدة ست ساعات حسب التوقيتات اليهودية
للاستماع لكلمة الرب ونحن في احتياج أن نجلس مع الكلمة مدة طويلة من حين
لآخـر ويعمـل فينا الروح ليخرجنا خارج ساعات الزمن ونحتاج أيضـًا أن يكون عندنا
نهم للكلمة والنتيجة بارك عزرا الشعب وقال لهم "اذْهَبُوا كُلُوا
السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً ... وَلاَ تَحْزَنُوا،
لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ" (نح١٠:٨) الكلمة تجعلك في عيد وتختبر فرح الرب وتسبح الرب مستخدمـًا الأبواق.
يبدأ هتاف البوق بالكلمة وينتهي بالعطاء بفرح.
توقع من الرب زيارة بالروح القدس تشغلك بالكلمة و حتمـًا ستجد نفسك فرحان
وقوي!!
خامس فترة زمنية ربع النهار أي ثلاث ساعات :
فترة للانفصال عن الغرباء
"وَأَقَامُوا
فِي مَكَانِهِمْ وَقَرَأُوا فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِهِمْ رُبْعَ
النَّهَارِ ، وَفِي
الرُّبْعِ الآخَرِ كَانُوا يَحْمَدُونَ وَيَسْجُدُونَ لِلرَّبِّ إِلهِهِمْ" (نح٣:٩) في هذا الوقت انفصلوا فيه عن جميع بني الغرباء لكي يُـصلّـوا ويعترفوا
بخطاياهم وذنوب آبائهم (الأمور المتوارثة ) ويسمعوا الكلمة ويحمدوا ويسبحوا الرب. ونحن أيضـًا نحتاج لحضور اجتماعات تسبيح للرب
ننطلق فيها للسجود وحمد الرب والاعتراف بخطايانا!!