الخميس، 30 يونيو 2016

أمانته وإحباطنا

"إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي” (مراثي إرميا ٣: ٢٢-٢٤) لأن مراحم الرب لاتزول ولأنها جديدة كل صباح لاتنتهي ولا تقـِّل ولأن كثيرة أمانته لذلك تستطيع أن تصلي بهذه الآية "بِأَمَانَتِكَ اسْتَجِبْ لِي"(مزمور ١٤٣: ١)
أمانة الرب فى مواجهة الإحساس بالإحباط:
"فَسَارُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ ... فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى" (خروج ١٥: ٢٢-٢٤) بعد ما كان الشعب فرحان جدًا بخروجه من مصر ويغرق فرعون ومركباته فى البحر وبعدما رنموا للرب ترنيمة موسى  قائلين  عظيمة وعجيبة  هى أعمالك أيها الإله القادر على كل شئ، ساروا فى البرية ثلاثة أيام ولم يجدوا ماء وعندما وجدوا واحة صغيرة اعتقدوا أن الرب سدد الإحتياج وأنقذهم من العطش ولكنهم وجدوا أن ماءها مر فصُدِموا وأصيبوا بالإحباط وتذمروا على موسى.  وكثيرًا ما نصاب أيضـًا بالإحباط عندما لا تحدث أشياء نتوقع حدوثها مثلما حدث مع إيليا عندما أصيب بالإحباط والاكتئاب الشديد عندما هددته ايزابل بالقتل وهو كان متوقعـًا أنها ستنتهي بعد ما نزلت النار من السماء وقتل أنبياء البعل،"فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ،... وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ،" (١ملوك ١٩: ٣، ٤)
ركز نظرك على الرب الأمين معك لا على الظروف ولا على الأشخاص لكى تنجو من تجربة الإحباط - ولكي تنتصر عليه، وقُـل أنا واثق بالرب أنه أمين معي يجعل كل الأشياء تعمل لخيري حتى أخطاء الناس معي يحولها لخيري - وحتى لوكانت المياه مُرة فالرب قادر أن ينزع المرارة من داخلك ومن الظروف.  اطلب من الرب أن يساعدك لكي لا تُـركز على ظروفك المحبطة وهوأمين يحميك من الإحباط ويتدخل لشفاء ظروفك
"فَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ. فَأَرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ عَذْبًا." (خر٢٥:١٥) الرب قادر أن ينزع المرارة من داخلنا وكما تعامل مع إيليا وشفاه من الاكتئاب يشفينا من الأنين ويتعامل مع الظروف لأن عظيمة هى أمانته وأيضـًا يُخرج من الجافي حلاوة ومن الآكل أكلاً
تُـشـير الشجرة إلى الرب يسوع المصلوب من أجلك لأنه أحبك لذلك لا تطرح ثقتك إنه بكل تأكيد سوف يشفيك وينزع منك المرارة كما فعل مع الشعب فهو لم يشف المياه فقط بل أتى بهم أيضـًا إلى إيليم وبها اثنى عشر عين ماء وسبعون نخلة أي تعويض غير عادى!! وثق أن عدم أمانتنا لن يبطل أمانة الله وحتى إن فسد الوعاء يعود ويصنعه وعاءًا آخر كما يحلو فى عينيه
"سَمِعْتُ فَارْتَعَدَتْ أَحْشَائِي .. لأَسْتَرِيحَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ... فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي" (حب١٦:٣، ١٨). صلى حبقوق فاستراح وفرح بالرب -  وأنت أيضـًا لاتركز على الناس ولا على الظروف بل ركز على الرب مثل حبقوق و سيعمـل الروح القدس في داخلك ويجعلك تفرح بالرب وتثق فيه!
مز١٣:٨٩ "لَكَ ذِرَاعُ الْقُدْرَةِ. قَوِيَّةٌ يَدُكَ. مُرْتَفِعَةٌ يَمِينُكَ..... الرَّحْمَةُ وَالأَمَانَةُ تَتَقَدَّمَانِ أَمَامَ وَجْهِكَ .. أَمَّا أَمَانَتِي وَرَحْمَتِي فَمَعَهُ، ... أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي"، قل للرب إن أمانتك وحبك معي،لن أركز على الظروف والناس التي تتغير فأنت لا تتغير ولا تُـغير ماخرج من شفتيك لذلك أنا واثق فيك أنك لاتكذب من جهة أمانتك ولا تنقض عهدك
"وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. (بعد الطوفان ) .. وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ " (تك٢٠:٨، ٢١) ترمز المحرقات لما عمِله الرب يسوع من أجلنا على الصليب غافرًا كل ذنوبنا وآثامنا لكى يفدينا من اللعنات وفى (تك  ١١:٩، ١٣)"أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ... لاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ... وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ".وضع الرب قوس قزح لكى يراه الناس عند سقوط الأمطار فيتذكروا عهد الرب الأمين أنه لن يكون هناك طوفان يدمر الأرض وفي (رؤ ٣:٤) " قَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ." فى الأبدية سنرى القوس بصورة كاملة وهذا معناه ان إدراكنا لأمانة الرب هنا على الأرض محدودة ولكن هناك فى السماء سوف نرى القوس كاملاً وندرك أمانة الرب كاملة وسوف نراه بلونه الأخضر الجميل يتكلم عن الحياة والحيوية لأن أمانة الرب دائمـًا جديدة


"وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ.. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ حَيْثُمَا يَأْتِي النَّهْرَانِ تَحْيَا." (حز٨:٤٧، ٩) الحديث هنا هو عن الروح القدس الذي يأتى فيشفى ويفرح ويعزى تعزية مضاعفـة ويعطي قوة مضاعفة وسلام مضاعف لأن الرب أمين قادر ان يشفيك من كل مرارة وإحباط